رواه أبو داود ، وأخرجه أحمد ، وصححه الألباني | يظهر بوضوح في هذا الحديث ، أن كل واحد من هذه الأمور ، أمارة لوقوع ما بعده ، كما هو الحال في الحديث السابق ، وكل منهما يتقاطع مع الآخر في نقطتين ، هما ؛ أولا : غزو الروم ويقابلها خروج الملحمة ، وثانيا : غزو الدجال ويقابلها خروج الدجال ، ويضيف الحديث الأول ثلاثة أحداث ، هي عمران بيت المقدس ، وخراب يثرب ، وفتح القسطنطينية |
---|---|
فهذا يدل على أن المراحل تترى، وأنها كرّات وفترات، فإن تابوا، وأصلحوا، فسيرحمهم الله، وإن عادوا مرة أخرى إلى مسيرتهم في العتو والفساد، والتمرد والعصيان، فسوف يعود الله بسياط العذاب، وبعذبهم في الدنيا قبل عذاب الآخرة | أما موضوع هذا الكتاب ، فهو يبحث إجمالا ، في حدثين عظيمين مفاجئين ، قبل ظهور المهدي ، وفي وقت قريب جدا جدا ، وهما ؛ أولا : نهاية الدولة اليهودية واختفائها إلى الأبد ، ثانيا : انهيار الحضارة الغربية العملاقة ومظاهرها المختلفة واختفائها إلى الأبد |
البعض يتسلل اليأس الى قلبه ويقول ماشأني هذه قضية اكبر مني وسيأتي المهدي ويحرر فلسطين.
17هذه الأحاديث الثلاثة متوافقة من حيث النص والمضمون ، غير أن الحديث الثالث ، أضاف عبارة توضّح مخرج ذلك الجيش | وأود أن أشير إلى أن ذكر المهدي قد جاء في التوراة ، حيث أن الترجمة العربية للنص التوراتي ، تُسمّيه بالقدّوس في موضع وبالغصن في موضع آخر ، وهذا النص موجود مع التعليق ، في فصل النبوءات التوراتية |
---|---|
وبعد ذلك تقع الحرب الثانية: وهي الحرب مع المسيح الدجال ومن معه من اليهود، يقودها المسيح بن عليه السلام، ينزل وقت أذان عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين ملكين إذا رفع رأسه تحدر منه مثل الجمان وإذا طأطأه تقاطر كأنما خرج من ديماس، أي كأنما خرج من حمام لا يتغير لونه، لا يشك فيه أحد أنه المسيح ابن مريم، لا يحل لكافر أن يجد ريح نفسه إلا ذابَ كما يذوب الملح في الماء، وإن نفسه ليبلغ ما يبلغ بصره، فيدرك المسيح الدجال برملة لد، ورملة لد هي مطار تل ابيب الآن، باب اللد هو مطار تل ابيب الآن، فيقتله هنالك وحينئذ يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويسقط الجزية ويقاتل معه المسلمون يهاجرون إليه من مشارق الأرض ومغاربها، وحينئذ يتكلم الحجر والشجر: "يا عبد الله، يا مسلم، هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله"، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود، هذا في الحرب الثانية | ما ستجده في ثنايا هذا الكتاب : ـ الإجابة على التساؤلات المطروحة على صفحة الغلاف ، فيما يتعلق بالدولة اليهودية ، ومصيرها ومصير اليهود |
أهمية فلسطين في الإسلام فلسطين أول القبلتين وثالث الحرمين، الأرض المقدسة، أرض الإسلام ومهد المسيح، مقصد شعائر المسحين الأرض الطاهرة والتربة الخصبة المباركة والمياه الصافية، فقد أصطفها الله بابتلائها | وَهُوَ مُوَافِقٌ لِمُسَلَّمَةٍ شَرْعِيَّةٍ، وَحَقِيقَةٍ تَارِيخِيَّةٍ؛ وَهِيَ أَنَّ الْحُرُوبَ الَّتِي اسْتَعَرَتْ وَتَسْتَعِرُ نَارُهَا فِي طِبَاقِ الْأَرْضِ حُرُوبٌ أَيْدُولُوجِيَّةٌ عَقِيدِيَّةٌ، حَتَّى الْمَلَاحِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِإِلَهٍ وَيَقُولُونَ: لَا إِلَهَ، وَالْكَوْنُ مَادَّةٌ؛ يُحَارِبُونَ الْمُؤْمِنِينَ بِالْإِلَهِ حَقًّا كَانَ أَمْ بَاطِلًا، يُحَارِبُونَهُمْ حَرْبًا عَقِيدِيَّةٍ، وَالْمُتَقَاتِلُونَ فِي بِقَاعِ الْأَرْضِ يَتَقَاتَلُونَ بِسَبَبِ مَا يَعْتَقِدُونَ، وَالْمُسْلِمُونَ وَحْدَهُمْ يُرَادُ لَهُمْ وَيُطْلَبُ مِنْهُمْ وَيُفْرَضُ عَلَيْهِمْ أَنْ يُقَاتِلُوا دُونَ خَلْقِ اللهِ جَمِيعًا بِلَا عَقِيدَةٍ وَلَا دِينٍ |
---|---|
فَإِذَا عُدْنَا إِلَى اللهِ -جَلَّ وَعَلَا- أَعَادَ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- عَلَيْنَا وَإِلَيْنَا مَا سُلِبَ مِنَّا، وَإِذَا مَا لَجَّ بِنَا بُعْدُنَا عَنْ رَبِّنَا فُقِدَ مِنَّا مَا فِي أَيْدِينَا | فمن المنطقي ألا يحدث هذا الأمر ، قبل ظهور الأحداث غير المألوفة للناس ، كأشراط الساعة الكبرى |
المصدر: موقع تفريغات العلامة رسلان ، موقع يحتوي على العشرات من الخطب والمحاضرات والمقاطع المفرغة لفضيلة الشيخ العلامة أبي عبدالله محمد بن سعيد رسلان-حفظه الله-.