وكان خالُه جَذيمة ملِكُ الحيرة قد جمَع غِلْماناً من أبناءِ المُلوكِ يخدِمونَه منهم عَديُّ بنُ نَصْر وكان جَميلاً وسيماً فعشقَتْهُ رَقاشِ أختُ جَذيمةَ فقالت له : إذا سَقَيْت الملِكَ فسَكِرَ فاخطُبْني إليه فسَقى عَديٌّ جَذيمة ليلةً وألْطَفَ له في الخِدمة فأسرعَت الخمرُ فيه فلما سكِر قال له : سَلْني ما أحبَبْت فقال : زوّجْني رَقاش أُختَ قال : ما بِها عنْكَ رغْبة قد فعَلْتُ فعلِمَتْ رَقاش أنه سيُنكِر ذلك إذا أفاقَ فقالَت للغُلام ادْخُل على أهلِك الليلةَ ففَعلَ أي : دخَل بها وأصبحَ في ثِيابٍ قد لبِسَها جُدُدٍ وتطيّب من طِيب فلما رآهُ جَذيمةُ قال : يا عَديُّ ما هذا الذي أرَى ؟ قال : أنكَحْتَني أختَك رَقاش البارِحَةَ فقال : ما فعَلْتُ ثم وضَع يدَه في التُراب وجعلَ يضرِبُ وجهَه ورأسَه وأقْبَلَ على رَقاش وقال : حدِّثيني وأنتِ غيْرُ كَذوبِ | |
---|---|
فقال الجرذ: إنَّ من الحيلة أن تذهب أنت أيها الظبي، حتى تكون بصددٍ من طريق القانص، فتربِضَ كأنك جريح مُثبت، ويقع الغراب عليك كأنه يأكل منك، وأتبعه فأكون قريبًا منه، فإني أرجو لو نظر إليك أن يضع ما معه من قوسه ونُشَّابه ويضع السحلفاة ويسعى إليك، فإذا هو دنا منك ففِرَّ عنه متظالعًا حتى لا ينقطع طمعه فيك، وأمْكِنه مرارًا حتى يدنوَ إليك، ثم امدُد به على هذا النحو ما استطعت، فإني أرجو ألَّا ينصرف إلَّا وقد قطعت الحبل عن السلحفاة وخلَّصتها، ففعل الظبي ذلك هو والغراب، فأتْبَعه القانص طويلًا ثم انصرف وقد قطع الجرذ وَثاق السلحفاة، ونجَونَ جميعًا، فلمَّا رأى ذلك القانص ورأى حباله مقطوعة، فكَّر في أمر الظبي المتظالع، والغراب الواقع عليه كأنه يأكل منه وليس يأكل، وتقريض حباله قبل ذلك عن الظبي، فاستوحش، وقال: إنْ هذه إلَّا أرضُ سَحَرة أو جن، فانصرف مذعورًا مُوَلِّيًا لا يلتمس شيئًا ولا يلتفت إليه، واجتمع الغراب والظبي والجرذ والسلحفاة إلى عرائشهن آمنات | نعمل في الموقع المثالي على إثراء المحتوى العربي على الانترنت في مجالات عديدة منها الدراسة والتعليم , اخبار النجوم والمشاهير , الأسرة , الصحة والجمال , التجارة والمشاريع , العلوم والتكنولوجيا , السياحة ونسعى أن نقدم للقارئ العربي المعرفة الصحيحة بطريقة مبسطة وسليمة وبأسلوب شائق ويختص في صنع وتوفير المحتوي ذو الجودة العالية من أجل زواره في جميع بقاع العالم |
فبينما الغراب ذات يوم واقف على الشجرة إذ بَصُر برجل من الصيَّادين قبيحِ المنظر سيئ الحال، وعلى عُنُقه شبكة، وفي يده شَرَك وعصا، وهو مُقبِل نحو الشجرة، فذُعِر الغراب منه وقال: لقد ساق هذا الصياد إلى ههنا أمرٌ، فما أدري ما هو! وعَمْرو هذا هو عَمرو بنُ عَديّ بنِ نصْرِ ابنُ أختِه.
25كما أن الموضوع يربط الطالب بكنوز التراث الأدبي ، ويشجعه على العودة إليه والانتفاع منه | فقالت له : ابدأ بتقريض عقد سائر الحمام قبلي وانصرف إلي |
---|---|
وكذلك قولُهم : تقلّدتُها طوْقَ الحَمامَة | إن عنى القصة بما تحمله من قيم واتجاهات إيجابية ، وبما تتكون منه من مفردات وتراكيب وصور جمالية ودلالات ألفاظ جعل منها قصة تعليمية مناسبة |
وقال ابنُ دُرَيْد : الطّوْقَةُ : أرضٌ تستَديرُ سهْلَةٌ بين أرَضِينَ غِلاظ في بعضِ شعرِ الجاهليّة قال : ولم أسمَعْه من أصحابِنا.