ومن ثمّ لم يكن أحد يجرؤ على أن يلتقط شيئا رآه ساقطا في الشارع، وكان يتمّ إبلاغ من عرف من الناس بجمع اللّقي والمفقودات بأن يحملوها إلى دهليز السلطنة، فإن كانت ثوباً أو ما في حكمه علّقت في حبال الخيمة وأطنابها، وإن كانت حيوانا تعهّدوه، وسار مناد ينادي في الجيش: ممن ضاع الشيء الفلاني؟ فكان الخصم يسمع، ويأتي ببّينة، ويأخذ الشيء في الحال | مرحلة الإعداد والجمع والتلاحم استرجع جلال الدين أنفاسه وقوته ومكانته في ظرف قياسي وتمكن من بناء الجيش وإعداد العدة وتحصيل أسباب القوة لتنتهي جهوده ببناء جيش كبير في غزنة من الفلول الهاربة من المغول وممن أخذتهم الغيرة على الإسلام وحب الجهاد من المتطوعين، كما حصل على التمويل لجيشه من أغنياء المسلمين وحتى فقرائهم الذين قدموا بلا تردد في مقام لا يتخلف عنه مسلم |
---|---|
ويعتبر تاريخ تولي قطب الدين حكم خوارزم تاريخ تأسيس الدولة الخوارزمية | ثم أشار كوبك على السلطان بقتل "الملكة العادلية" زوجة السلطان وابنيها "عز الدين قلج أرسلان" و"ركن الدين" أبناء علاء الدين كيقباد وأخوة السلطان ، فقام بإرسال الملكة العادلية إلى "" وماتت خنقاً بعد مدة، وحمل عز الدين وركن الدين إلى "قلعة برغلو" حيث تم حبسهما وقتلهما |
يعتبر محمد أنوشتكين جد علاء الدين هو المؤسس الأول للدولة الخوارزمية التي ورثت دولة السلاجقة في خراسان واتسعت شيئًا فشيئًا حتى صارت من أكبر دول العالم القديم، ولكن أمراء هذه الدولة من بعد أنوشتكين كانوا دائمي المحاربة لجيرانهم المسلمين من أجل التوسع وإضافة المزيد من الأملاك والأراضي، وكانوا أيضًا دائمي الاستعانة بقبائل القراخطاي «كفار الأتراك» ضد المسلمين، مما جعل سمعة هذه الدولة سيئة ومحل سخط المسلمين.
25ولمَّا زحف السُلطان على أرزنجان سارع أميرها «داودشاه» إلى الاستسلام دون قتال، فتسلَّم السُلطان المدينة، ثُمَّ أرسل جُنُوده لِمُهاجمة أرضروم ، فاستسلم صاحباهما «جهانشاه» ومُحمَّد بن بهرامشاه دون قتالٍ أيضًا | في وقت يتقدم فيه المغول والسلطان في أمس الحاجة للمدد والوحدة التي هدم فرصها بسبب سوء تخطيط لم يحسب حساب أيام الكرب |
---|---|
كما أخضع جنوب شبه جزيرة القرم لسيطرة السلاجقة لفترة وجيزة من الزمن بعد غزوه لسوداك على البحر الأسود | وخلف علاء الدين أتسز ابنه إيل أرسلان، وتزامن ذلك مع انشغال السلاجقة في الاقتتال والنزاع على السلطة بعد وفاة آخر سلاطين السلاجقة العظام، وكان في بداية حكمه مطيعًا لسنجر إلا أن بعد وفاته وبداية انهيار الدولة السلجوقية استغل إيل أرسلان الأوضاع وسيطر على مناطق من خراسان وما وراء النهر، ولكنه قبل أن يتوسع أكثر عاجلته المنية في عام 568هـ 1172م |
وكانت مدة بقائها منذ تولاها خوارزم شاه محمد بن أنوشتكين في سنة 490هـ 1096م إلى مقتل السلطان جلال الدين منكبرتي تزيد على 138 سنة حكم فيها سبعة سلاطين.
2