بل والمضحك أنّ بعض تلك القصص ممّا لا يصدّقه عاقل، كقصة مضيرة معاوية، والتي تزعم أن أبا هريرة كان يأكل مع معاوية في الشام، ثم إذا حضرت الصلاة صلّى مع عليٍّ في العراق، وهو كلام لا يصدّقه إلا المجانين! وقد قال بنفسه كما روي عنه في صحيح البخاري: "صحبتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين لم أكن في سنيّ أحرص على أن أعيَ الحديث مني فيهن" | ورغم حُسن علاقته بالأمويين، إلا أنه عنّف ولم يكن وقتها واليًا على المدينة المنورة لممانعته دفن مع جده النبي محمد، حيث قال له أبو هريرة: « تدخل فيما لا يعنيك ولكنك تريد رضا الغائب»، يعني أبو هريرة بذلك معاوية |
---|---|
علي بن أبي طالب: 127 | لذا، فقد التف حوله الكثيرون ممن طلبة الحديث النبي قدّر البخاري عددهم بأنهم جاوزوا 800 رجل وامرأة رووا عن أبي هريرة |
وبلغ رواية أبي هريرة لحديث: « من شهد الجنازة حتى يصلي عليها فله قيراط.
13والصحيح أنّ ما ذكره الذهبي هو التالي: "قال يزيد بن هارون: سمعت شعبة يقول: كان أبو هريرة يدلّس" | وبعدها لزم يُعلّم الناس الحديث النبوي، ويُفتيهم في أمور دينهم، حتى وفاته سنة 59 هـ |
---|---|
قدم المدينة مهاجرًا، وسكن الصّفة»، وقد اهتم علماء بتصنيف أصح أبي هريرة، فعدّها الذهبي أن أصح أسانيده ما جاء عن عن عن أبي هريرة، وما جاء عن عن عن أبي هريرة، وما جاء عن عن عن أبي هريرة، وقد في كُتُبهم | لكن ما يهمّنا هنا أن نشير إلى حقيقة مهمة جدا تسقط أمامها كل هذه الطعون المعتمدة على روايات موضوعة سقوطًا مدويًا: وهي أنّ الإحصاء الحديث الذي عرضناه هنا يُنصف أبا هريرة رضي الله عنه ويؤكّد نزاهته ومصداقيّته |
حياته إسلامه وهجرته للمدينة لزمه أبو هريرة منذ هاجر إلى لمصاحبة النبي.
4ومن ثم فهذه المرويات لا ينبغي أن تكون بالضرورة خلال تلك السنوات الثلاث التي لازم فيها الرسول صلى الله عليه وسلم، وبعضها قد يكون من أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم قبل إسلام أبي هريرة | الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن هؤلاء المذكورين هم أكثر الصحابة- رضوان الله عليهم- رواية للحديث عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كما قال السيوطي في ألفية الحديث: وَالْمُكْثِرُونَ فِي رِوَايَةِ الأَثَرْ أَبُو هُرَيْرَةَ يَلِيهِ ابْنُ عُمَرْ وَأَنَسٌ وَالْبَحْرُ كَالْخُدْرِيِّ وَجَابِرٌ وَزَوْجَةُ النَّبِيِّ فأبو هريرة- رضي الله عنه- كما نقل ابن علان في دليل الفالحين عن البخاري قال: له خمسة آلاف حديث وثلاثمائة وأربعة وسبعون حديثاً، اتفقا منها على ثلاثمائة، وانفرد البخاري بثلاثة وسبعين |
---|---|
انظر دليل الفالحين عند ترجمة هؤلاء رضوان الله عليهم | وبحثت أيضاً في كتاب صحيح الجامع عن الأحاديث الصحيحة للمكثرين من الصحابة ممن هم دون السبعة السابقين في الإكثار من الرواية، وهم: 1- عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وعدد أحاديثه في صحيح الجامع 274 حديثاً |
وها نحن نصل لـ انتهاء هذا المقال ، الذي سلطنا فيه أولاً الضوء على من كان أبو حرير رضي الله عنه ، ثم تحدثنا عن تاريخ ولادة أبو حرير وقصة إسلام أبو حرير رضي الله عنه ، ثم كم أحاديث أبي حرير.