نظام الحكم تعتمد الدولة العباسية في حكمها للبلاد على الشريعة الإسلامية الذي يقوم على مبدأ الخلافة، وقد اتبعت الدولة هذا المبدأ على مر عصورها كلها، ويذكر أنّ عدد خلفاء الدولة العباسية قد بلغ سبعة وثلاثين خليفة، ويقال أربعة وخمسون توارثوا الخلافة واحداً تلو الآخر مطبقين أحكام الشريعة الإسلامية خلال فترة الحكم، وينص نظام الخلافة على أنّ الخليفة يبقى في منصبه طوال حياته ما لم ينتهك القوانين الإسلامية ويخالفها، ففي حال التزامه بالحق والعدل يبقى خليفة إلى وفاته | مَرّتْ الدّولة الإسلامية بعددٍ من المراحل قبل أنْ نَصل إلى تَقسيمات الدُول المعروفة حالياً، ولو لم يشهد التاريخ هذه الصراعات على الحُكم ووجود الضغينة بين الحُكام لبقيت الدّولة الإسلامية تَحكُم حتى يومنا هذا |
---|---|
ظهرتْ الألقاب في زمان الخلفاء العباسيين، خلافاً لما كان عليه الخلفاء الأمويون الذين قال فيهم "ولا نعوت لهم ولا ألقاب"، كثرت التلقّبُ في عهد العباسيين، ابتداءً من الخلفاء كالسفاح والمهدي والهادي والرشيد، واقتدى بهم وزراء الدولة وغيرهم | تنوّعت الأسباب التي أدّت لانهيار |
ويبلغ عدد خلفاء الأمويين حوالي 14 خليفة، أمّا العصر العباسي فينسب إلى عم الرسول صلى الله عليه وسلم وهو العبّاس بن عبد المطلب رضي الله عنه | يطلق لقب الخلفاء الراشدون على أبا بكر وعمر وعثمان وعلي والبعض يضيف إليهم الحسن بن علي |
---|---|
الأمير الكبير، المبارك، أبو إسحاق، الخليفة الأسود، التنين | وبذلك، يعتبر العصر العباسي في مراحله الأولى عصراً ذهبيّاً لهذه الخلافة، وذلك لما تميّزت به تلك المرحلة من عناصر القوّة العظمى، بالإضافة إلى سيطرة الخلفاء العباسيين حينها على مقاليد الحكم والسلطة، إلّا أنّ هذه القوة لم تدم طويلاً خاصّةً في مراحل العصر المتأخّرة، ورغم كل المحاولات لاستعادة قوتها إلا أنها باءت بالفشل |
نقل العباسيون عاصمة الدولة، بعد نجاح ثورتهم، من ، إلى ، ثم قبل أن يقوموا بتشييد مدينة لتكون عاصمة لهم، والتي ازدهرت طيلة ثلاث قرون من الزمن، وأصبحت أكبر مدن العالم وأجملها، وحاضرة العلوم والفنون، لكن نجمها أخذ بالأفول مع بداية غروب شمس الدولة العباسية ككل.
الخلفاء العباسيون استمر الخلفاء العباسيون في التأكيد على المظاهر الإسلامية للخلافة بعد تأسيس دولتهم، وأظهروا التزامًا بالدين، وقد كان للخليفة العباسي الثاني أبي جعفر عبد الله بن محمد -المُسمّى بأبي جعفر المنصور، الذي كانت خلافته في الفترة 136هـ -151هـ - الدور الأكبر في ترسيخ هذه السياسة، إذ كان يتميز بشخصية قيادية فذّة، فقد كان عهده متميزًا في جميع الصعد، ويُنظر إليه على أنه الحقيقي والفعلي للدولة العباسية؛ فهو الخليفة الذي أصّل الدولة، وضبط الخلافة، ورتّب القواعد | كتاب التاريخ الإسلامي الجزء الخامس: الدولة العباسية ج 1 |
---|---|
طه عبد المقصود أبو عُبَيّة |
بداية الدولة العباسية انطلقت الدولة العباسية من بلدةٍ واقعةٍ في جنوب الأردن وهي " الحميمة"، حيث كان يقيم فيها محمد علي بن عبد الله بن عباس أحد زعماء بني العباس، فزاره ابن عمه عبد لله بن محمد " أبو هاشم" الذي كان عائداً من زيارة الخليفة سليمان بن عبد الملك، وكان قد أصابه المرض فاعتقد بأن الخليفة سليمان قد دسّ السمّ له وأخبر ابن عمه محمد علي بن عبد الله بذلك وطلب منه أن يقتصّ من بني أمية وكان ذلك في عام 99 هــ، شاع هذا الخبر بين الناس مما تسبب بزيادة الكره لبني أمية.