ويمكننا في خاتمة هذا البحث أن نستعرض أهم الأسباب التي حالت دون ذلك، على النحو التالي: أولاً : عدم توافر قيادة سياسية قادرة على القيادة ميدانيًّا ومؤمنة بالمقاومة المسلحة، ذلك أن المقاومة المسلحة ولدت في النقمة الشعبية، وخارج سيطرة القيادة السياسية، وحين انطلق تيار المقاومة المسلحة بخروج القسّام، لم يكن ذلك بقرار تلك القيادة، التي بقيت تميل إلى الحلول السياسية، ولذلك وافقت على حضور مؤتمر لندن سنة 1939بحضور ممثلي الاستيطان الصهيوني في فلسطين، ومندوبي الدول العربية | وقد تعرَّض المؤتمر بالدراسة لأوضاع اليهود الذين كانوا قد شرعوا في الهجرة الاستيطانية التسللية إلى فلسطين منذ 1882 |
---|---|
وكان من أبرز الداعين لهذا الدور الرئيس الأمريكي الذي بدوره ضغط على هيئة لتعترف بدولة إسرائيل على تراب فلسطين خصوصاً أن بريطانيا كانت في أمس الحاجة للخروج من فلسطين والتخلص من الصهاينة في أوروبا وباقي أنحاء العالم | المبحث الثالث: القمع البريطاني للمقاومة وتضمن الحديث في الأساليب القمعية والعسكرية التي استخدمتها قوات الانتداب البريطاني لقمع المقاومة الفلسطينية، والحد منها، بل والقضاء عليها، من خلال استخدام سياسة العقوبات الجماعية، والتنكيل بالفلسطينيين جميعا دون رحمة، ومن هذه الأساليب: منع التجول، تفتيش القرى، الاعتقالات الجماعية، أحكام الإعدام، الغرامات الباهظة وغيرها |
وازداد القمع من خلال فرض الغرامات الباهظة، ومصادرة أثاث وأمتعة البيوت، وفرض أحكام الإعدام أو الحبس المؤبد لمن يتعرض لخطوط التلفون أو التلغراف، والسكك الحديد والمطارات، أو خطوط الماء والكهرباء، وفرض نظام منع التجول الذي وصل في بعض الأحوال إلى 22 ساعة في اليوم، كما اعتاد الجنود مداهمة القرى وتفتيشها بيتا بيتا، فيكسرون الأبواب والشبابيك، ويتلفون الأواني والأثاث، ويبعثرون المؤن، ويخلطون بعضها ببعض، فيضعون الزيت على الطحين، والسمن على الأرز، ويصبون فوقها الكاز! وفضلا عن كل ذلك، فقد انتهج الإنجليز الاعتداء على مقدسات المسلمين وانتهاك عقائدهم، وقد أورد أحد الصحفيين الأجانب الذين قاموا بتغطية الثورة، أن بعض الجنود الإنجليز تجرأوا على تمزيق القرآن الكريم، وداسوه بأقدامهم.
22مما أدى لوضع الحكومة البريطانية قيود على الهجرة اليهودية إلى فلسطين حيث اصدرت لوقف وتنظيم هجرة اليهود لفلسطين | تبرع البارون موريس دي هيرش بإنشاء المستعمرات في الأرجنتين |
---|---|
كانت بريطانيا وفرنسا قد اتفقت على تقسيم بلاد الشام بينهما في في 16 مايو 1916 |
م حركة المكابيين التي أعقبت العودة من السبي البابلي، وأول أهدافها العودة إلى صهيون وبناء هيكل سليمان.
4ومن الطريف في نشاط المسجد المقاوم في فلسطين تلاحمه مع الكنيسة المسيحية من جميع الطوائف في أداء الواجب الوطني، فقد روت جريدة الكرمل أن مظاهرة انطلقت في أواخر شهر فبراير 1920 في مدينة حيفا احتجاجا على تصريحات الحاكم البريطاني، حيث خرج المسلمون بعد أداء صلاة الجمعة، فساروا وراء المفتي وأعضاء الجمعية الإسلامية إلى كنيسة اللاتين، حيث وجدوا رؤساء الطوائف الروم الكاثوليك والأرثوذكس والبروتستانت والموارنة واللاتين وأعضاء جمعية الشبيبة المسيحية وعددا من وجهاء المسيحيين، وساروا جميعا نحو دار الحكومة وقدمت احتجاجا إلى الحاكم الكولونيل "ستانتن" | واقتحم الثوار العديد من المدن المهمة، وكانوا يسيرون وهم مسلحون تماماً في الشوارع دون خوف، وأظهر الثوار قدرة جيدة على التنظيم وفعالية في "حرب العصابات"، وشكلوا محاكم للفصل في القضايا، وعاقبوا بحسم السماسرة والجواسيس والعملاء |
---|---|
وحسب الإحصاءات الرسمية البريطانية قتل من اليهود 47 وجرح 146، وقتل من العرب 48 وجرح 73، ويبدو أن هذه الأرقام أقل من العدد الحقيقي، ففي اليومين الأولين فقط قُتل من اليهود 40 وجرح 130، كما يظهر أن الإحصائية لم تشمل الشهداء العرب الخمسين الذين قُتلوا في مستعمرة بتاح تكفا | وأما أصحاب الرأي الثاني، فلا يرون في الصهيونية إلا حركة دينية، وأن الصهيونية واليهودية توأمان لا يمكن أن يفترقا، هما شيء واحد دون جدال |
وفي هذا يرى محمد بيومي مهران، أن الحركة الصهيونية إنما هي حركة سياسية تعتمد في أغراضها على نصوص دينية، بل إن الدين مازال هو الحجة التي يعلنونها للعالم كله كمبرر لإقامة دولة إسرائيل، وفي المكان الذي قامت فيه.
28