ربما هذا تفسير شخصي بحت وقراءه لمستوى غير مقصود في كلمات الأغنية | كانت زيارتك رقصة من رقصات الظل |
---|---|
لحنًا سمعناه لثوان هنالك من الدغل | بين كل هذه القوالب قدم نمرة ثلاث أغنيات تحت مسمى "المشروع شعبي"، وهي "معلش" ، "استعيذوا" ، و"مش مهم"، وهو ما يعكس قراءته الذكية لمزاج الجمهور العام، والذي أصبح متشبعًا بالموسيقى الشعبية فيما يمكن تسميته بـ"أثر المهرجانات" |
ضم الألبوم أيضًا أغنيات يمكن اعتبارها موتيفات رشيقة أكملت عملية تحرير مشروع حمزة نمرة من قيود الماضي، فغنى للحبيبة بشكل مباشر في "الوقعة الأخيرة"، وغنى لقصة حب بسيطة ودافئة في "القصة واللي كان" | ظهر نمرة في هذه الألبومات كمُبشر لتيار موسيقي يتماس بوضوح مع تيار إجتماعي وفكري يتوغل ويتوسع، لا أحتاج لتوضيح أكثر فالسنوات والأحداث والأغاني عبرت عن تلك الحالة |
---|---|
شاهد حمزة نمرة في هذا اللقاء وهو يتحدث عن علاقته بفرقة الحب والسلام ومدى تأثيرها في مسيرته : قدم حمزة نمرة قبل "مولود سنة 80" خمسة ألبومات هي "احلم معايا" ، "انسان" ، "إسمعني" ، "المسحراتي" ، ثم " هطير من تاني" ، والحقيقة أن هذه الألبومات شكلت مرحلتين مهمتين في مشروع حمزة الموسيقي، المرحلة الأولى يمكن وصفها —دون تجني- بمرحلة "أغاني التنمية البشرية"، والتي استمرت حتى ألبوم "اسمعني" الذي صدر عام 2014 | فاضي نشرب قهوة في حتة بعيدة كلمات مكتوبة، تعتبر كلمات اغنية فاضي اشوية التي اصدرها حمزة نمرة في الاونة الاخيرة وحققت نجاح كبير من المشاهدة، وهي اغنية عاطفية اجلبت المشاعر واسترجاع الذكريات والشوق والحنين للمعشوق ويعبر حمزة نمرة عن الايام الماضية وعدم العتاب عن الماضي ويشير حمزة في كلمات اغنية نشرب قهوة في حتة بعيدة يسترجع الماضي والذكريات بمحبة ورضا وحياة بسلام تحقق له الامنيات على المدى البعيد |
وأخيرًا جاءت أغنية " مش مهم" لتكمل صورة هذا المشروع بأغنية يمكن تصنيفها بـ"اليكترومهرجان" على غرار "موريس لوقا" صاحب الباع الطويل في هذا اللون، وأشهر تجاربه كانت ألبوم "بنحيي البغبغان" | كثيرون حاولوا محاكاة موسيقى المهرجانات لمخاطبة هذا المزاج ، ولكن المختلف في تجربة حمزة نمرة أنها صُنعت بوعي واضح، فلم تبد كمحاولة للحاق بركب "التريند"، بل إختيار مدروس للموضوعات وكذلك لإيقاعات التي تعبر عنها، ففي أغنية "معلش" بكل ما تحمله من شجن يميل إلى الإحباط جاء الإيقاع مطعمًا بالمقسوم المصري الحديث |
حمزة نمرة كان واحدًا من هؤلاء الذين تأرجح مشروعهم الفني بين أمواج التيارات المحافظة، وأصوات الميادين الباحثة عن ثورة مستمرة في كل شيء وأي شيء بلا هدف حقيقي، ولأن لا شيء يبقى على حاله، ولأن الفن كأي شيء قابل للنضج والتعديل والتطوير كأفكار البشر ومواقفهم، دخل مشروع حمزة نمرة الموسيقي مرحلته الثانية الأكثر نضجًا ورحابة واتساعًا لاستيعاب شرائح أكبر من الجمهور.
21