وأقبح ما يكون الكذب ممن لا حاجة له به، كمن كان ذا سلطان، ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: « ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: وذكر منهم، وَمَلِكٌ كَذَّابٌ»؛ رواه مسلم | فقال الحصان: لا بد ان أحدًا قام بأكلها، فلا يمكن أن تختفي سنابل القمح لوحدها، فقال الحمار: أنا أعرف من الفاعل، لإنه الخروف لقد رأيته بعيني وهو يأكلها، فحاول الخروف الدفاع عن نفسه، ولكن الحيوانات لم تصدقه، وقررت مقاطعته، فعاد حزينًا إلى بيته |
---|---|
مرت الأيام ونمت سنابل القمح، وبينما كان الحمار يتمشى بالقرب من السنابل شعر بالجوع، فقال لنفسه: لا أعتقد ان احدًا سيلاحظ لو أكلت اثنين او اثنتين، فأكل منها، ولكنه لم يشبع، وظل يأكل منها حتى أنهاها، وتفاجأت الحيوانات عندما رأت السنابل وقد اختفت، فقرروا عقد اجتماع لجميع حيوانات المزرعة | وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِى إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِى إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذاباً |
فكيف لابنٍ يرى أباه يكذب على مرأ ومسمع منه، فأنَّى له أن يكون صادقًا هذا، فالأبناء تربيتهم بالأفعال لا بالأقوال.
3الصدق منجاة والكذب خيبة وخسران واجمل ما يتحلى به الانسان صفة الصدق التي تورث صاحبها الاحترام والمحبة وقد كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم صديقا وسمى الصادق الامين فما اجمل ان يتحرى الانسان الصدق في اقواله وافعاله حتى يكتب عند الله صديقا … اعلم أن لفظ الصدق يستعمل في ستة معانٍ: صدق في القول، وصدق في النية والإرادة، وصدق في العزم، وصدق في الوفاء بالعزم، وصدق في العمل، وصدق في تحقيق مقامات الدين كلها، فمن اتصف بالصدق في جميع ذلك فهو صدِّيق لأنه مبالغة في الصدق | قلتُ ما سمعت، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، إنه هو العفو الرحيم |
---|---|
طُوبَى لِرَجُلٍ لاَ يَحْسِبُ لَهُ ٱلرَّبُّ خَطِيَّةً، وَلاَ فِي رُوحِهِ غِشٌّ» مزمور ٣٢: ١ و٢ | وإن كنا نكذب على المريض، أو نخدعه، فإننا ننتشل منه الفرصة الأخيرة للاستعداد للموت |
فكيف نواجه الله بهذا العمل ؟ وكم يكذب الناس في التجارة والاقتصاد، حتى أنهم يبالغون في القول: «من لا يخدع في أساليبه التجارية، فسيواجه إفلاسه سريعاً».
4