يزيد قدرة الفرد على ضبط نفسه ،و التخلص من الرغبة في الإنتقام ،و الإبتعاد عن الحقد ،و الكراهية ،و ما ينتج عنه ،و من هنا تبين أن العفو ا،و التسامح خير دليل على قوة الشخصية ،و ليس على ضعفها كما يظن بعض الأشخاص | الفرق بين العفو والتسامح يرادف معنى العفو من حيث المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي، فالتسامح هو عدم رد الإساءة بمثلها، وهو التخلي عن الحق بإيقاع العقوبة على من بادر بالإساءة، وهذا معنى مرادف لمعنى العفو، فالتسامح والعفو قيم إنسانية وإسلامية، وتمُثل الناس لهذه القيم والتحلي بهذه الإخلاق يساعد المجتمع على تجاوز المشاحنات والمشاكل، وتزداد بهما قوة التلاحم بين الناس، ويساهمان فى انتشار المحبة والتآلف، ويزيدان من تطور المجتمعات |
---|---|
ولا شك أنه ما من أحد منا إلا وله زلات وسقطات وعليه مظالم وحقوق للناس ، وهو يحب أن يتجاوز الناس عنه في مظالمهم ويسامحوه ؛ حتى لا يطالبوه بها يوم القيامة ، وهو أحوج ما يكون إلى حسناته | قالوا: نعم يا رسولَ اللهِ! لا يقرع ظنوبه إلى غير قبابه، ولا يقعقع إلا حلقة بابه، ولا يزل ظفرا عن عتبته، قرقا من توجه معتبته |
والعفو في اللغة هو التجاوز عن الذنب، ويطابق المعنى اللغوي المعنى فى الاصطلاح: هو التجاوز عن الذنب وترك العقاب، خلق إسلامي عظيم، وهو صفح الإنسان عمن أساء إليه مع قدرته على تطبيق العقوبة والاقتصاص ممن ظلمه أو سبب له الأذى والضرر، وصاحب هذا الخلق يتصف بنفس سامية، وسريرة نقية، وإرادة قوية، وقدرة عالية بالتحكم بهوى النفس، وضبط الرغبة بالإنتقام ومقابلة السيئة بالحسنة، بدلًا من مقابلة السيئة بسيئة مثلها.
5وفي هذا اليوم العظيم ـ يوم الفتح الأكبر ـ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وهو خافض رأسه تواضعًا لله، حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح، حتى إن ذقنه ليكاد يمس واسطة الرحل، ودخل وهو يقرأ سورة الفتح مستشعرًا نعمة الفتح وغفران الذنوب، وإفاضة النصر العزيز, فهذا الفتح المبين يذكره بماض طويل الفصول: كيف خرج مُطارَدًا؟ وكيف يعود اليوم منصورًا مؤيدًا؟، وأي كرامة عظمى حفه الله بها؟، وكلما استشعر هذه النعمة ازداد لله خشوعًا وانكسارا، وانحناء وتواضعا | وأن في الصفح والعفو والحلم والتواضع: من الحلاوة والطمأنينة، والراحة والسكينة، وشرف النفس وعزها ورفعتها عن تشفيها بالانتقام: ما ليس شيء منه في المقابلة والانتقام |
---|---|
لقد حاز نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الأخلاق أعلاها وأكملها، والتواضع كان وصفا له ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، تخلَّق به امتثالا لأمر الله تعالى حين خاطبه بقوله سبحانه: { وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ } الحجر: 88 ، فكان أكثر الناس تواضعا، وألينهم جانبا، وسيرته وحياته ـ صلى الله عليه وسلم ـ مليئة بالمواقف والعبر في هذا الخلق العظيم، وما حُفِظ عنه ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ أنه اغتر بنصر أو قوة، أو أنه تكبر على أحد، أو فاخر بنفسه ومكانته، مع أنه انتصر في غزوات كثيرة، وحظي عند ربه بأعلى المقامات، فهو صاحب الحوض المورود، واللواء المعقود، والمقام المحمود، وأُسري به إلى السموات العلى حتى بلغ سدرة المنتهى، ومع علو منزلته ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الدنيا والآخرة كان يقول: لا تُطروني -لا تجاوزوا الحد في مدحي- كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا : عبد الله ورسوله رواه البخاري |
على العقوبة إن يظفر بذي زلل حلم الفتى عن سفيه القوم يكثر من.