كفّار قريش في الجاهليّة كانوا موحّدين لله توحيد ربوبيّة، بمعنى أنّهم كانوا يؤمنون بأنّ الله تعالى هو الخالق الرّازق المدبّر ولكن كانوا يشركون به أنداداً وشركاء ممّا عملته أيديهم من الأصنام، فهم ينظرون إلى هذه الأنداد بأنّها وسائل توصلهم وتقرّبهم إلى الله تعالى، وإنّ الدّليل على توحيد الرّبوبيّة من القرآن الكريم في قوله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ، وفي قوله تعالى: قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ | ومن الأمور التي تُبحث في باب المُعتقد: الفروق ما بين هذين القسمين من أقسام التوحيد، وهذه قضيّة مهمّةٌ للغاية تجدرُ العناية بها نظراً لوقوع كثير من الطوائف في الخلط بينهما وعدم إدراك طبيعة كلٍّ منهما، ثم إن الوقوف على هذه الفروق يدفع الناظرَ إلى آيات القرآن ونصوص الوحي إلى فهمٍ أدقّ وتدبّرٍ أعمق؛ ويمكن إجمال أهم الفروق الحاصلة بينهما في التالي: الفرق من جهة الاشتقاق إذا رجعنا إلى كتب اللغة، نجد فرقاً في الأصول اللغويّة لكلا اللفظتين: الربوبية - الألوهيّة ، أما الربوبيّة: فهي مشتقّة من اسم الله: الرّب ، قال صاحب الصحاح: " رب كل شيء: مالكه |
---|---|
لكن الله وأن جميع العبادات التي يقوم بها الإنسان طاهرة لله تعالى ، ويتلخص معنى توحيد الألوهية في حقيقة أن الإسلام أمر من الله أنزل على الرسول الكريم وعلى جميع الناس الخاضعين للقلب | وكيف يكون توحيد الله الواحد؟ الإيمان بأن الخالق لهذا الكون بما فيه من مخلوقات هو خالق واحد، وتوحيد الربوبية هو المدخل لتوحيد الألوهية في طاعة رسل الله باتباع دين الله في حركات الحياة بين أمري الله تعالى في افعل ولا تفعل |
يمكنك قراءة المزيد من المعلومات حول: أفراد الله القدير مع ألوهية وإله وأسماء وصفات تعريف.
18قال: فرضِي صلى الله عليه وسلم وأبيْتُ عليهم حتّى قال: يا عمرُ تراني قد رضيتُ وتأبى أنت؟ قال: فرضِيتُ | وقال في "الصواعق المرسلة": "وأما توحيد الرسل، فهو إثبات صفات الكمال له - سبحانه - وإثبات كوْنِه فاعلاً بمشيئته وقدرته واختياره، وأنَّ له فعلاً حقيقة، وأنَّه وحْدَه الَّذي يستحقُّ أن يُعْبَد، ويُخاف ويُرْجَى، ويُتَوكَّل عليْه؛ فهو المستحقُّ لغاية بغاية الذُّل، وليس لخلقه من دونه وكيلٌ ولا ولي ولا شفيع، ولا واسطة بيْنه وبينهم في رفع حوائِجِهم إليْه، وفي تفْريج كرباتهم وإغاثة لهفاتِهم، وإجابة دعواتِهم، وبيْنه وبيْنهم واسطة في تبليغ أمْره ونَهيه وخبره إليهم، فلا يعرفون ما يحبُّه ويرضاه، ويُبْغِضه ويَسْخطه، ولا حقائق أسمائِه، وتفصيل ما يجب له، ويَمتنع عليه، ويوصف به، إلاَّ من جهة هذه الواسطة، فجاء هؤلاء الملاحِدة، فعكسوا الأمر، وقلبوا الحقائق، فنفَوا كوْن الرُّسلِ وسائطَ في ذلك، وقالوا: تُلقِّيَ بواسطة العقل، ونفَوا حقائق أسمائه وصفاته، وقالوا هذا |
---|---|
أخبر القرآن الكريم عن تعالى، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله، وتحدّث عن الإيجاد والرزق، وهو توحيد الربوبية، ودعا إلى عِبادة الله وحده لا شريك له، وترك وخلع كل ما يُعبد دون الله، وما أَمْرُ الله في القرآن الكريم بالعبادات بأنواعها، ولا نهيه عن المُخالفات بأنواعها، وبجميع أشكالها إلّا إقرارٌ للألوهيّة، ودعوةٌ لتَوحيد الألوهية؛ فكلّ ما في القرآن من دعواتٍ للربوبية، وذكرٌ لصِفات الربّانية، ودعوةٌ للعبادة، وتركٌ للمخالفة إلّا لإخلاص العبادة والألوهية لله وحده المُستحق للعبادة | أما توحيد الألوهيّة، فهو توحيد عملي؛ لأنه يتعلّق بأفعال العباد، وهو أن المكلّف مطالبٌ بصرف العبادات لله وحده دون إشراكٍ به في هذه العبادات، فجانب العمل في هذا القسم أكثر وضوحاً من القسم الآخر |
قد تكون عبادة الله تعالى قد تخلصت من الشرك ، فإنه قد يعبد الله تعالى ويعبد مع الآخرين ويكون مشركاً.
24