ثم أيها الإخوة: إن الشارع قد منع إتيان وغشيان أماكن الفساد، والمحرمات بالإضافة إلى ذلك، وأمر بغض البصر عند دخول الأسواق وغيرها من المجامع التي فيها مظنة النظر إلى ما حرم الله، أو شيء من انكشاف العورات، ونحن اليوم ما أحوجنا إلى غض البصر أمام هذا الكم الهائل من الأجساد التي تعرت عما أوجب الله ستره، والتي كشفت بقصير، أو ضيق، أو شفاف، أو برقع فاتن، أو نقاب واسع، أو عيون قد غشاها الكحل، ونحو ذلك من وسائل الفتنة، ما أحوجنا إلى غض البصر في هذا العصر الذي شاعت فيه الصور في المجلات أدخل أي مكان فيه مجلات، فإذا نظرت إلى رفوفها هل تكاد تجد مجلة ليس على غلافها صورة امرأة إنه أمر من الصعوبة بمكان | |
---|---|
التفسير الثالث: أنّه حرف جرٍ زائدٍ لا معنى له | حينما تغدو النساء كاسيات عاريات، مائلات مميملات، ولا تستطيع أن تمنعهن من هذه الفتنة المُستعرة، تشتد الحاجة إلى غض البصر، وموضوع الخطبة اليوم غض البصر |
ومن الجدير بالذكر أنّ الواجب على عدم الذهاب إلى الأماكن الّتي يكثُر فيها تبرّج النساء الفاحش، ولكن إن كان لهم عذرٌ واضطروا للذهاب فإن الواجب عليهم أن يغضّوا أبصارهم قدر ما يستطيعون، وألّا ينظرون إلّا إلى الأمور التي أباح الله -تعالى- النظر إليها، وإن وقع النظر إلى محرّمٍ من غير قصدٍ فالواجب صرفه فوراً، وبذلك لا يؤثم، ولكن إن أطال نظره فعليه إثمٌ.
18الأمر بغض البصر: أيها الإخوة الكرام | |
---|---|
هذه أسباب واقعية لإطلاق البصر، ولكنها ليست مبررةً شرعاً |
والشواطئ ومدارس البنات، والبيوت المختلطة، وأسوار البيوت، والشبابيك المطلة، والصور، والمجلات، والأفلام، والمسلسلات، وحتى عند الكعبة في الحج والعمرة، في أشرف مكان، وأقدسه، لابد من غض البصر، لابد من غض البصر، وحتى الأقارب، وكثير من الناس من يبتلى بالنظر إلى وجوه بعض الأقارب من غير المحارم، فيفتن أيضا، لابد من حفظ البصر، وكثير ممن وقع في الحرام بسبب ذلك.
7