ولذلك نقارن بين المتنبي والشاعر الشعبي عبدالله المسعودي ونجد وجوهاً للشبه عجيبه | عبدالعزيز القاضي اليوم وينك ما بقى غير ذكراك اسم انبنى وأصبح جدار مهدودي - رداد المسعودي والبيت أعلاه من مرثية عميقة الألم, صاغتها روح مفجوعة وقريحة موهوبة, وكيف لا تكون كذلك والفقيد هو المرحوم الشاعر عبدالله بن مستور المسعودي الهذلي 1364-1400هـ , أحد رموز شعراء المحاورة في الحجاز في زمنه, الشاعر الذي رقصت له قلوب عشاق المحاورة وعشاق شعره طربا, وتمايلت على وقع أبياته جبال الطائف نشوة وحبورا! إنجازاته العلمية وصف المسعودي في كتابه: "مروج الذهب" ووصف فيه ، الأولي وربما كانت هذه الطواحين من مبتكرات الشعوب الإسلامية وقد عد العالِـم كرامز ما كتبه المسعودي في كتابه هذا، عن الكائنات الحية أصلا لنظرية التطور |
ومن الأبيات الخالدة لهذا العلم : ـ أنته توصّيني نسيت انّي هذيلي من هذيل الناس عارفها واخاطبها بقدّ اعقولها فهذا البيت قد حوى سؤال تعجب من الشاعر لخصمه الذي يبدو أنه تجاهل مَنْ يكون المسعودي ؟ وبعد السؤال أخبر الشاعر خصمه بمن يكون ؟ ثمّ افتخر الشاعر بنفسه وأنه على دراية بأحوال الناس وطبائعها وعاداتها وتقاليدها وتلك المعرفة جعلته يستطيع مخاطبة كل منهم بما يتناسب معه.
7بعد ذلك انتقل إلى مدينة جدة في عام 1389هـ، واستقر بها ليحل شاعراً جديداً على حلبات المحاورة في منطقة الحجاز التي تعد مهد هذا الفن وتعج مدنها وقراها بمقارعات الشعراء ومنتدياتهم أمثال: عبدالله المسعودي، ومحمد الجبرتي، ومحمد بن تويم، ومطلق الثبيتـي رحمهم الله، ومعيض العجي ومستور العصيمي وغيرهم، وقد لمع نجمه بينهم ليحتل مكانته الكبيرة بشهادتهم فيشار إليه بالبنان | امتاز شعر صياف بسلاسة العبارة المقترنة بقوة المعنى، ومشهود له بحسن الرد، فلم يضعف رده أبداً منذ بدايته حتى هذا اليوم، ولا يتأثر بشخصية خصمه بل عرف عنه أنه يقوى إذا وقف أمامه شاعر كبير |
فجاء البيت ككتلة واحدة لا يستطيع القارئ أن يستغني بجزء عن الأخر ، ثم أنظر للأسلوب البلاغي في هذا البيت الذي أعطى للمعنى قوة لا تدع مجالا للمستمع أو القارئ للرفض أو الاعتراض على قول الشاعر فبعد أن عرض رأيه أجبرنا على أتباعه من دون أن يدع لنا مجالا لغير هذا | |
---|---|
وإلى جانب ذلك تعرف على شعراء المنطقة الجنوبية ليضيف لثقافته الشعرية ألواناً من الفنون الجنوبية الصعبة التي أفادته كثيراً |
والمسعودي في عالم جمهوره العاشق كان ملء السمع والبصر, فنارا مضيئا هاديا, ومنهلا عذبا راويا, شامخا كالجدي, لامعا كسهيل اليماني.
23