ثم رفع رأسه إليّ وقال: يا خزاعي، نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين فهل تدري من هذا الإمام؟! له مقدرة على تصوير أخلاق الممدوح | وسأله أن يولي الصالحين من أهل بيته، وأن تسخو نفسه عن أموالها، إذا لم يمدها بمال من عنده |
---|---|
فالكبريت والزرنيخ حيان بالنسبة للطَّلْق، ميِّتان بالنسبة للزئبق | وبقي السر مغطى بقشرة بصلة — كما يقول مثلنا — حتى قام الأستاذ بطرس البستاني ففتش عن آثار أقدام ابن عوانة عبر مجاهل تاريخ الأدب العربي، فلم يظفر بشيء، فبيَّن للناس أن ابن الأثير وقع في الفخ حين قابل بين ابن عوانة والبحتري والمتنبي، ففضَّل ابن عوانة على البحتري؛ لأنه اعتقد أنه السابق إلى صوره ومعانيه في وصف القتال مع الأسد |
وكان ظهور هذا مؤذنًا بما سيئول إليه أمر العرب إذا لم يجدُّوا ويشدوا لينقذوا سلطانهم من الفناء والاضمحلال | أما استنباط هذه الأحكام فعائد إلى إعمال العقل ودرس الكتاب، وهذا كان سبب اختلاف الشراح في الشرح، والتأويل — التأويل ضد المعنى الحرفي — والاستنتاج |
---|---|
وكان أول من وضع هذه القاعدة ابن مقلة سنة ٢٨٣ | وسبب سجنه طريقته «الجاحظية» المعروفة باسمه، وهي تخالف آراء السنَّة والمعتزلة |