قال عياض وغيره : وعلى هذا فيذهب عنهم الغرة والتحجيل ويطفأ نورهم | وأجيب بحمل الصحبة على المعنى الأعم واستبعد أيضا أنه لا يقال للمسلم ولو كان مبتدعا سحقا وأجيب بأنه لا يمتنع أن يقال ذلك لمن علم أنه قضي عليه بالتعذيب على معصية ثم ينجو بالشفاعة فيكون قوله سحقا تسليما لأمر الله مع بقاء الرجاء وكذا القول في أصحاب الكبائر |
---|---|
وإذا ما تقرر هذا ظهرت براءة الصحابة من كل ما يرميهم به أعداؤهم، فالذود عن الحوض إنما هو بسبب الردة أو الإحداث في الدين، والصحابة من أبعد الناس عن ذلك، بل هم أعداء المرتدين الذين قاتلوهم وحاربوهم في أصعب الظروف وأحرجها بعد موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ما روى الطبري في تاريخه بسنده عن عروة بن الزبير عن أبيه قال: قد ارتدت العرب إما عامة وإما خاصة في كل قبيلة، ونجم النفاق، واشرأبت اليهود والنصارى والمسلمون كالغنم في الليلة المطيرة الشاتية، لفقد نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم وقلتهم وكثرة عدوهم | من هم العبادلة؟ يدخل فيها كل من اسمه: عبد الله من الصحابة، ويبلغ عددهم ثلاثمائة صحابي، لكن المراد بالعبادلة أربعة من الصحابة وهم: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن العباس، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمرو بن العاص رضوان الله عليهم جميعًا، وكلهم من أجلَّاء الصحابة وعلمائهم |
قال ابن عبد البر رحمه الله وغيره: وكل من أحدث في الدين ما لا يرضاه الله ولم يأذن به الله فهو من المطرودين عن الحوض المبعدين عنه، والله أعلم.
3وقد كان الصّحابة مثالًا في الورع والصّلاح والتّقوى، وقد كان لكلّ واحدٍ منهم صفة تميّزه عن غيره، فحين نقول معاذ بن جبل فهذا يشير إلى أعلم أمّة الإسلام بالحلال والحرام، وحين نتكلم عن الفقية المفسّر حبر الأمة فإنّنا نتكلّم عن الصّحابي عبد الله بن عبّاس، وحين نتكلّم عن أوّل فدائي في الإسلام فهو علي ابن ابي طالب رضي الله عنه، وحين نتكّلم عمّن كان مثالًا في الصّدق فأبو بكر الصّديق رضي الله عنه، فكلّ الصّحابة كانوا مناراتٍ يهتدى بهم في ظلمات الحياة ودياجيرها | |
---|---|
تعليق شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح فهذه اللفظة أمتي و لفظة أمتي أمتي توضح لنا معنى اللفظ الأخر أصحابي أصحابي فالأصحاب إذا أُضيفت إلى نبي قد تعني الأمة أي أمة الدعوة بينما الصحابة الذين اجتمعوا بالرسول مؤمنين به وماتوا على ذلك الأيمان فهم أمة الإجابة قال تعالى وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم 101 سورة التوبة | وفي أخرى: يرد عليّ يوم القيامة رهطٌ من أصحابي، فيُجلون عن الحوض وفي ثالثة: فإذا زُمرةٌ حتى إذا عرفتهم |
فمن التقى بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على هذا النحو علم النبي صلى الله عليه وسلم أنه من الأنبياء الذين أرسلهم الله ليهديهم.
13