أعلن وليد مشالي نجل طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالى، عن وفاة والده منذ قليل، بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، بعد رحلة عطاء استمرت لسنوات طويلة لخدمه الفقراء | كانت موجة الحب والوفاء لطبيب الغلابة كاشفة عن مدى احتياج المواطن المصري لتوفير الخدمة الصحية المجانية أو منخفضة التكاليف |
---|---|
وأضاف: «بعد حصول الدكتور مجاهد على بكالوريوس الطب تخصص الجراحة العامة والمسالك البولية في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، بدأ مشواره في المشاركة المجتمعية وصنع الأعمال الخيرية بافتتاح عيادة خاصة بأجر رمزي 2 جنيه، والكشف على الفقراء بالمجان ومن بينهم أهل قريته وبمرور السنوات رفع قيمة الكشف إلى 10 جنيهات بعد مطالبة لجنة من الوزارة والنقابة له بضرورة زيادة الكشف لتعدد شكاوي الأطباء ضده وحقدهم عليه، إذ يستقبل المرضى المترددين على عيادته من قريته ومركزي سمسطا والفشن، ويفحصهم ويمنحهم العلاج من صيدلية ابنته ويجري لهم العمليات الجراحية بالمجان» | ويضيف محمود ربيع، نجل عمومة طبيب الغلابة: «الدكتور مجاهد له 7 أشقاء، 4 رجال، و3 بنات، ونشأ بمنزل الأسرة بالقرية، لأسرة بسيطة حرص فيها رب الأسرة على تعليم أبنائه جميعًا، وكان دائمًا يقول لهم «التعليم هو الجنة والجهل هو النار، مش عايز حد فيكم يبقى فلاح، اتعلموا كلكم، واللي علمه يوديه أمريكا أنا وراه»، وقد حصلوا جميعًا على مؤهلات عليا، وكان الدكتور مجاهد ذكيًا يحب العلم، وحصل على بكالوريوس الطب البشري وفتح عيادة بمركز سمسطا، وتزوج وأنجب كل من مروة، مدرس مساعد بالمستشفى الجامعي، منار وهاجر، صيدلانيتين، ومنى، معيدة بقسم الباطنة بالمستشفى الجامعي، خديجة، رابعة طب بشري، دعاء، ثالثة طب بشري، محمد، بالصف الثاني الثانوي العام، وبرغم إقامته بعد الزواج بجوار عيادته إلا أنه لم ينقطع عن القرية واشتهر بتواضعه وتواصله مع الأهالي ومجاملته لهم في المناسبات المختلفة، وحاليًا شيد منزلا بمدخل القرية يقيم به مع أسرته ويتردد على عيادته يوميًا من السادسة صباحًا حتى الخامسة مساء، ويتبنى الأطباء الجدد أثناء دراستهم للماجستير والدكتوراه، والسماح لهم بالعمل معه في عيادته، ولا يبخل عليهم بعلمه، فضلا عن تعليمهم حب الخير والمشاركة في إعانة المحتاجين والتخفيف عن المرضى وتحقيق الرسالة الحقيقية للأطباء» |
وأشار الحاج بهجت مشالي ابن عمه إلى أن الدكتور مشالي كان يرفض الحصول على أجر نظير الكشف على أبناء دائرته بل كان يمنح غير القادرين الدواء أيضاً.
16وأضاف: «فوجئت بترشيحي في مسابقة الإمارات عندما تلقيت اتصالا منهم عدة مرات ولم استجب للمشاركة معهم إلا بعد وصول وفد منهم، وحصلت على فتوى من الأزهر الشريف بعدم حرمانية عرض ما أقوم به، واحاول إخفائه منذ سنوات خوفًا من شبهة المجاهرة بعمل الخير» | وُلد مشالي في الأربعينات لوالدٍ يعمل مدرسًا، كان يتمنى دراسة الحقوق، لكنه دخل كلية الطب بناءً على رغبة والده وتخرج عام 1967م من كلية طب القصر العيني، سخر نفسه لعلاج الفقراء والمحتاجين تنفيذًا لوصية والده التي ظل يرددها حتى على فراش المـ |
---|---|
فى حين ظل باقي الأطباء داخل مصر يعانون من الإهمال في الرعاية الصحية والتنمر الحكومي في المعاملة الإدارية والتعسف الوظيفي، وظهر هذا واضحا مع بدء انتشار وباء كورونا في مصر، حيث تعالت صيحات الاستغاثة من الأطباء وجميع أعضاء الأطقم الطبية، تشكو نقص الواقيات والمستلزمات الضرورية لمنع العدوى، وتكررت مخاطبات نقابة الأطباء للحكومة لتلبية احتياجات الأطباء دون جدوى، ليتساقط الأطباء ضحايا الوباء وبنسبة تعتبر الأعلى عالميا لتصبح وفيات الأطباء اليومية ظاهرة صحية مؤسفة تحدث في مصر | المشاركون توافد المئات من الأهالي على قرية ظهر التمساح التابعة لمركز إيتاي البارود بالبحيرة لتشييع جثمان الدكتور محمد بمسقط رأسه بالبحيرة، وشهد صلاة الجنازة وتشييع الجثمان إلى مثواه الأخير محمد نعمة كوجك رئيس مدينة إيتاي البارود وعدد كبير من أهالي القرية والقرى المحاورة |
محمد مشالي واقعة إنسانية أثرت في حياته العملية والإنسانية، عندما تم انتدابه للعمل كطبيب في وحدة صحية في منطقة فقيرة، فقد كان شاهدًا على انتـ.
17والدكتور حسني سعد قطب، من مواليد طنطا، في 8 أبريل 1959، وعمل بالعديد من المستشفيات شملت معهد الأورام بطنطا، ومستشفي كفر الزيات، ومستشفى المنشاوي العام | كان الكشف الطبي في بداية افتتاح العيادة بـ 5 قروش، وبمرور الوقت أصبح ما بين 5 إلى 10 جنيهات مصرية، وفي كثير من الأحيان يقبل مرضاه مجانًا، تجاوز عمره الثمانين عامًا، لكنه مصر على استكمال مشوار الطبي في خدمة الفقراء والمحتاجين، حيث يفتتح عيادته من العاشرة صباحًا وحتى التاسعة مساءً، ليقدم خدماته الطبية للمحتاجين |
---|---|
وحرص المئات من المشاركين في تشييع " طبيب الغلابة" على الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 ، وأدى المشاركون واجب العزاء دون ملامسة أو سلام مكتفين بالتحية عن بعد حفاظا على التباعد الاجتماعي | نعم لقد مات طبيب الغلابة، وبقي الغلابة دون طبيب في بلد لا يتجاوز الإنفاق الصحي فيه نسبة الـ1 |
مشالي مرة أخرى من قبل أحد الأطباء والكشف على المرضى بتكلفة ١٥ جنيها وتنوعت أراء المواطنين بين المؤيدين للفكرة والدعاء للطبيب الجديد وبين محاولة التلميح إلى أنه يحاول كسب شهرة وشعبية الدكتور مشالي الطبيب الراحل وقالوا إن ما سيقدمه الطبيب الجديد خلال الفترة القادمة هو ما سيحدد موقفنا منه.
28