وكانت مهاجرة مسلمة في بلاد الحبشة | ويحسن أن نذكر ملخصاً عن قصة أزواج النبى، وعن حياته البيتية مما يعين على تصور الحوادث والنصوص التي جاءت بصددها هذه السورة |
---|---|
وقد نقل أصحاب الرسول للناس من بعده أدق تفصيلات هذه الحياة، فكان هذا إلى جانب ما سجله القرآن الكريم من هذه الحياة السجل الباقي للبشرية إلى نهاية الحياة | وجعل الله حياة الرسول الخاصة والعامة كتاباً مفتوحاً لأمته وللبشرية كلها، تقرأ فيه صور هذه العقيدة، وترى فيه تطبيقاتها الواقعية ومن لايجعل فيه ستراً مخبؤاً ولاستراً مطوياً |
{ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ } أي: غليظة أخلاقهم، عظيم انتهارهم، يفزعون بأصواتهم ويخيفون بمرآهم، ويهينون أصحاب النار بقوتهم، ويمتثلون فيهم أمر الله، الذي حتم عليهم العذاب وأوجب عليهم شدة العقاب، { لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } وهذا فيه أيضًا مدح للملائكة الكرام، وانقيادهم لأمر الله، وطاعتهم له في كل ما أمرهم به.
24اسباب نزول سورة التحريم: اختلف الكثير من المفسرين في معرفة سبب نزول السورة الكريمة، ولكن ورد عن أنها قالت أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان عند زينب بنت جحش، وقدمت له عسلا فشرب منه، فذهب بعد ذلك إلى بيت حفصة بنت عمر، وكانت قد اتفقت مع عائشة أن يتظاهروا بأنه هناك رائحه كريهة منبعثه من فم الرسول، فقالت له حفصة إني أجد منك ريح مغافير | وهذا فيه من التحذير للزوجتين الكريمتين ما لا يخفى، ثم خوفهما أيضا، بحالة تشق على النساء غاية المشقة، وهو الطلاق، الذي هو أكبر شيء عليهن، فقال: { عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ } |
---|---|
إنه ليس له في نفسه شيء خاص | الدروس المستفادة من سورة التحريم: — بدأت السورة الكريمة بعتاب الله للرسول صلى الله عليه وسلم، حيث أنه قام بتحريم شيء أحله الله له دون أن ينتظر وحي، وتشير السورة الكريمة أنه يجب على الزوجات عدم افشاء أسرار أزواجهن، وأن السر يجب ألا يخرج من بين الزوجين أبدا، وبهذا ضرب الله مثلا للأسرة المسلمة السعيدة، التي يجب أن يلتزم بها كل من الزوجين بعدم اخراج اسراراهما إلى أي شخص أخر |