هل البخور يفطر الصائم وما حكم شم الطيب والمسك ووالعود في نهار رمضان | سبب التفطير بالبخور عند القائلين به ذهب القائلون بالفِطر بسبب البخور إلى أنّ دُخان البخور هو الذي يُفطّر وليس رائحته؛ لأنّ الدخان عَين، وهو يصل إلى الحلق، والدخان ممّا يمكن التحرُّز منه؛ فلو شَمّه من غير وصوله إلى جوف الحلق فإنّه لا يكون مُفطراً |
---|---|
ويلاحظ اتفاق المالكية والأحناف في هذا الحكم، ولم ير الشافعية ضررا على الصوم من استنشاق البخور، قال في تحفة المحتاج وهو يذكر فروض الصيام : والإمساك عن وصول العين إلى ما يسمى جوفا لأن فاعل ذلك لا يسمى ممسكا بخلاف وصول الأثر كالطعم والريح بالشم ومثل دخول دخان نحو البخور إلى الجوف وإن تعمد فتح فاه قصدا لذلك |
علة من قال أن البخور يفطر الصائم البعض من الفقهاء وأئمة الإسلام كالحنفية والمالكية ذهبوا إلى أن استنشاق البخور ووصوله إلى حلق الصائم يترتب عليه فطره، والسبب في ذلك القول أن ما ينتج عن البخور من دخان هو ما يفطر وليس مجرد ما ينبعث عنه من رائحة، حيث إن الدخان الذي يصل إلى الحلق هو عين، والدخان يعد من الأشياء التي من الممكن التحرز منها، وفي حالة شمه الصائم دون أن يصل إلى حلقه فإنه لا يفطر، ولكن إن شمه عن عند ووصل إلى جوف الحلق يترتب عليه فساد الصوم.
6انتهى، وقوله سحيق أي مسحوق | وأوضحت «البحوث الإسلامية» في إجابتها عن سؤال: «ما حُكم والعطور أثناء الصيام في نهار رمضان؟»، أن شم الروائح والعطور أثناء الصيام في نهار رمضان لا يُفطر؛ لأن الروائح ليس لها جرم يدخل إلى الجوف |
---|---|
حكم التطيب بالبخور للصائم ذهب الفقهاء أن التطيب بالبخور في نهار رمضان لا يترتب عليه فساد الصوم، وذلك إن تطيب به على الجسد والثوب دون أن يتم استنشاق دخانه لكي لا يدخل منه شيء إلا جوف الحلق حيث ينتج عن تعمد القيام بذلك بطلان الصوم | وبه يتبين الضابط في استنشاق الروائح وأن ما كان منها ذا جرم لم يجز تعمد استنشاقه، لما يفضي إليه من دخول أجزاء منه إلى الجوف |
قال العدوي معلقا على كلام الخرشي عل البخور : فلو وصل بغير اختياره لم يفطر، وفهم منه أن رائحة غير البخور كالمسك والعنبر لا تفطر وهو كذلك اتفاقا | والجدير بالذكر أن الأنف تعتبر هي العضو المسؤول في الجسم وبشكل رئيسي عن الشم لدى الإنسان، كما وتؤدي في ذلك دور هام وهو تدفئة وترطيب الهواء خلال عملية التنفس، كما وتقوم بتنقيته من الجراثيم، أما من حيث التكوين فإن الأنف يتكون من فتحتين يعملان على نقل الهواء للتجويف الأنفي من الداخل وهو ما يمتد لأعلى سقف الفم، ثم ينحني ذلك التجويف باتجاه الأسفل إلى أن يلتقي عند نهاية الحلق مع الفم بمنطقة يطلق عليها اسم البلعوم الأنفي Nasopharynx ، ومن ذلك يتضح مدى الترابط بين الأنف والحلق |
---|---|
وبذلك عزيزي القارئ نكون قد تعرفنا في مخزن على حكم هل البخور يفطر الصائم مما قد توصل إليه أئمة المذاهب الأربعة، حيث ورد خلاف لديهم حول الحكم على تلك المسألة ولكن وبشكل عام فإن البخور لا يفسد الصوم إن تم استنشاقه عن غير عمد ولكن الأفضل التحرز من ذلك | وأما البخور: فلا بأس أن يتطيب به الإنسان ويطيب به ثوبه ويطيب به رأسه، ولكن لا يستنشقه، لأنه إذا استنشقه تصاعد إلى جوفه شيء من الدخان، والدخان ذو جرم فيكون مثل الماء، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام للقيط: بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما |
بغض النظر عما إذا كان الدخان ناتجًا عن حرق البخور أو السجائر أو أي شيء آخر ينزل عن طريق الخطأ إلى حلقك ، فإنه لن يفطر.