و في ضوء هذا الواقع لا مناص من وضع منهج لتعليم وتعلم » مهارات الاستماع » بحيث تكون لها أهدافها المحددة ومحتواها الخاص وطرائق وأساليب تدريسها وتقويمها، وأن يحتوي هذا المنهج على مجموعة من البرامج ا لتي تختلف من مستوى دراسي لآخر ومن مرحلة تعليمية لأخرى حسب طبيعة المتعلمين، ومستويات نموهم وحاجاتهم | الحمد لله الذي هدانا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، بعد جهد جهيد، ومثابرة متواصلة أتممت هذا العمل وكما قال الإمام الشافعي :- ضاقت ولما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج نحمد الله أولاً وآخرًا على عونه، كلي أمل أن يوفقني ويوفقكم، وأن يهديني وإيّاكم إلى صراط مستقيم والحمد لله وحده لا شريك له، له الحمد وهو على كل شيء قدير |
---|---|
وهي أول مهارة لغوية طبيعية ، تتطلبها جميع اللغات الطبيعية المنطوقة | فلابد من إظهار أهمية الاستماع في الحياة بصفة عامة وفي الحياة التعليمية بصفة خاصة، وإعداد البرامج التعليمية النافعة والمسلية والمناسبة للمستويات الدراسية، وإيلاء الجانب الشفهي الأهمية في دروس اللغة، فعن طريقه يتعلم الطالب مهارة الاستماع والاستيعاب، ولابد من التعرف على الصعوبات والعقبات التي تواجه الاستماع وتذليلها لصالح الطلاب، وتقديم دروس مناسبة للطلاب فيما يخص الاستماع مع استخدام الأساليب المناسبة لتقويم عملية الاستماع وكذلك الإفادة من البرامج التعليمية المقدمة في التلفاز والبرامج الحاسوبية وتوظيفها لخدمة الطلاب في هذا المجال |
ويمكن أن يتخذ المعلم أساليب أخرى مثل تكليف الطلاب سماع عدد من الخطب والمحاضرات والندوات وتلخيصها أو عن طريق تطبيق البرنامج الاتصالي، أو عن طريق الحوارات والأسئلة التي يلقيها المعلم على طلابه حول موضوع معين.
9ويمكن إدخال فن الاستماع في برامج إعداد معلمي اللغة العربية قبل الخدمة وتضمينه في الدورات التدريبية التي تعقد لمدرسي اللغة العربية أثناء الخدمة | ولا شك أن التلميذ الذي يتقن الاستماع جيدا يستطيع التمييز بين الحروف والأصوات ومخارج الكلمات مما يكسبه مهارات فن الكتابة الصحيحة، ويزيد من ثروته اللغوية فينعكس ذلك على أدائه التعبيري ، فينقل إلينا نتاج أعماله الفكرية كتابة |
---|---|
خامسا : سمات المستمع الجيد : من سمات المستمع الجيد أن يكون قادرا على التفكير الاستنتاجي وعلى التنبؤ وحسن التوقع فهو يحتاج إلى بعض هذه المهارات عندما يتنبأ بنهاية قصة ، وعندما يميز ويحدد معلومات هامة وقضايا أساسية متضمنة في ثنايا الكلام ، وعندما يستخلص الخصائص الشخصية لمختلف شخصيات القصة المذاعة أو المتلفزة … والمستمع المالك لزمام هذه المهارة يستمع بأكثر مما تتلقاه أذنه، فبعض المتحدثين يشركون طاقاتهم السمعية والبصرية واللسانية وحركاتهم في الحديث، فانتباه المستمع إلى حركات المتكلم وقسمات وجهه ونظرات عينيه ونغمات صوته ووقفاته | وفترة الاستماع تعد فترة حضانة لبقية المهارات اللغوية لدى الطفل، إذ إن المتحدث يعكس في حديثه اللغة التي يستمع إليها في البيت والبيئة |
وبرهنت دراسة أخرى أن الإنسان العادي يستغرق في الاستماع ثلاثة أمثال ما يستغرقه في القراءة ؛ ولهذا يعد الاستماع أمراً مهماً في العملية التعليمية لأن الطلاب يستمعون إلى شرح معلمهم ويتابعون إجابة زملائهم كما يستمعون إلى الندوات والمحاضرات والخطب.
21