ووقتها من وقت شروق الشمس إلى وقت الزوال باتفاق الأئمة الأربعة | قال الشيخ ابن باز رحمه الله : وأقلها — أي : الضحى — ركعتان ، وليس فيها حد محدود ، لكن النبي صلى الله عليه وسلم صلى اثنتين وصلى أربعا وصلاها يوم الفتح ثمان ركعات يوم فتح الله عليه مكة ، فالأمر في هذا واسع ، فمن صلى ثمانيا أو عشرا أو اثنتي عشرة أو أكثر من ذلك أو أقل ، فلا بأس |
---|---|
وفي جعله لها غير الضحى نظرٌ؛ ففي المستدرك عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّها هي صلاةُ الأوَّابين، وهي صلاة الضحى، وسُمِّيت بذلك لخبر «لا يُحافظ على صلاة الضحى إلَّا أواب»، وهي صلاة الأوابين، رواه الحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم | ، وهذا اختيارُ الطِّيبيِّ قال الطيبي: هذه الصلاة تُسمَّى صلاة الإشراق، وهي أوَّل الضحى |
تعلمها في 12 خطوة فضل صلاة الضحى كِفاية الله لمن يحافظوا على صلاة الضحى، عن أبي الدّرداء وأبي ذر، عن رسول الله عليه الصّلاة والسّلام، عن الله عز وجل أنّه قال: ابن آدم، اركع لي من أول النّهار أربع ركعات أكفِك آخره.
ثم رأيت في الجواهر عن بعضهم أنَّه جعلها من صلاة الضحى، وهو متَّجه لِمَا علمتَ | وبها يُعلم أنَّ الغزالي مصرِّح بأنها غير الضحى، وغيره مصرِّح بأنها من الضحى، وأنَّ هذا هو اللائق بالقواعد؛ لأنَّ مغايرتها للضحى لم يصحَّ فيه شيء، ومبنى الصلوات على التوقيف ما أمكن، وكأنَّ هذا الذي أشرت إليه ممَّا يضعِّف كلام الغزالي هو السرُّ في حذف أكثر مَن بعده له، وعدم تعويلهم عليه، بل على ما قاله ابنُ عباس- وهو الحُجَّة في مثل ذلك- أنَّها صلاة الضحى؛ فعلى كلام الغزالي ينوي بها سُنَّة صلاة الإشراق وإنْ قضاها ليلًا مثلًا، كما ينوي بصلاة الضحى سُنَّة صلاة الضحى وإن قضاها ليلًا أيضًا، وعلى ما قاله غيرُ الغزالي ينوي بها سُنَّة صلاة الضحى ولا يَزيد بها الضحى على الثمان، بل يكون من جُملتها بناءً على أنَّ الثمان أكثرُها، وعلى أنَّ أكثرها ثِنتا عشرةَ هي أعني صلاة الإشراق من جملة تلك الثنتي عشرة، وسواء جعلناها هي أو غيرها يسنُّ قضاؤها كما يُصرِّح به كلامهم، وينوي بها ما مر من سُنَّة صلاة الإشراق على مقالة الغزالي، أو سنة صلاة الضحى على مقالة غيره، التي هي أوجهُ، والله سبحانه وتعالى أعلمُ بالصواب |
---|---|
وينبغي الانتباه في كيفية صلاة الضحى أنه إذا صلى المسلم الضحى أكثر من ركعتين، فالأفضل له أن يسلم من كل ركعتين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «صلاة الليل والنهار مثنى مثنى» رواه أحمد وأصحاب السنن | وخلاصة الجواب: أنَّ ركعتي الضحى هما ركعتَا الإشراق، لكن إن قَدَّمتَ الركعتين في أول الوقت، وهو ما بعد أن ترتفِعَ الشمس قِيدَ رمح، فتكون صلاةَ إشراقٍ وضحًى، وإنْ أخَّرتهما إلى آخِرِ الوقت فهما ضُحى وليس بإشراقٍ |
، وابنِ باز قال ابن باز: صلاة الإشراق هي صلاةُ الضُّحى في أول وقتها، والأفضلُ فِعلها عند ارتفاع الضحى واشتداد الرمضاء؛ لقول النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «صلاة الأوَّابين حين تَرمَض الفِصالُ».
3