هذه مناشدة صادقة لكل قوى المعارضة أن تُقَدِّم ما هو جوهري على ما هو ثانوي وتترفع عن صراعاتها البينية التي تُلْحِق الأذى بقضية التغيير ويتضرر منها الوطن وشعبه، وأن تعمد إلى حوارٍ صادقٍ وشفّاف لتجاوز الفرقة وإشكاليات العمل المشترك ليتم توجيه السهام من كل الكنانات نحو الهدف الصحيح الشاخص أمام أعين الجميع | تعمل الشركات التجارية على عملية تنظيف وفلترة العسل من حبوب اللقاح لأن وجود حبوب اللقاح في العسل يساعد على سرعة تبلور العسل تجمد العسل كما ان هذه العمليه تجعل منتجهم براق، جميل، مرغوب وجذاب للمستهلك ولكن يُعتبر هذا النوع من العسل قليل الفائدة لصحة الانسان |
---|---|
تلك حالٌ لا تليق بمن يتعامل مع قضايا الوطن بجدية ومع التاريخ بعير خمول | ويعد عسل السدر من أجود أنواع العسل ويفضله المعالجون بالأعشاب منذ القدم في عمل الخلطات العلاجية أو المقويات لسرعة نتائجه مقارنة مع الأنواع الأخرى من العسل |
عندما وقعت فرنسا تحت الإحتلال النازي في أربعينات القرن الماضي كان إلحاح النخبة الفرنسية بما يشبه الإجماع على وحدة المقاومة وتأجيل الخلافات، وكان أنْ تَوَلّت المطابع — التي كانت تدور تحت الأرض خلال الليل — إصدار المنشورات المنددة بالاحتلال والمُحرِّضة على المقاومة لكتابٍ من أقصى اليمين وأقصى اليسار، والمثال الأبرز في هذا السياق هو ذلك اللقاء التاريخي الذي جمع بين الكاتب اليميني فرانسوا مورياك والكاتب والشاعر الشيوعي لويس أراغون حيث تعانقا واتفقا على تأجيل خلافاتهما السياسية وسجالاتهما الفكرية لأن الواجب الوطني المشترك بينهما في زمن الاحتلال لا يُتيح لأحدٍ منهما أن يكون في خندق آخر غير خندق المقاومة.
لا يمكن اضافة حبوب اللقاح لزهرة اخرى او منطقة اخرى الى العسل لتغيير مصدر العسل لأن شكل وحجم حبيبة اللقاح المضاف الى العسل من قبل النحل يتم بعد عدة تغيرات ومعالجات واضافات كيمائية يقوم بها النحل وبالتالي تختلف تماما عن اللقاح المضاف من الانسان ويظهر ذلك بشكل واضح في المجهر | هذه مناشدة صادقة لكل قوى المعارضة أن تُقَدِّم ما هو جوهري على ما هو ثانوي وتترفع عن صراعاتها البينية التي تُلْحِق الأذى بقضية التغيير ويتضرر منها الوطن وشعبه، وأن تعمد إلى حوارٍ صادقٍ وشفّاف لتجاوز الفرقة وإشكاليات العمل المشترك ليتم توجيه السهام من كل الكنانات نحو الهدف الصحيح الشاخص أمام أعين الجميع |
---|---|
واجب الساعة يفرض على كل قوى التغيير أن تعي أنها تمثل ضِفافاً لجُرْحٍ وطني واحد أحدثته سكينٌ واحدة | وسواء صحّت نسبة ذلك التشبيه للسيد المسيح أم لا فإنه أصاب الحقيقة، لأن النخبة هي الأكثر درايةً بشعاب وتضاريس الواقع في مجتمعها ومنوطٌ بها التوضيح وتبديد الإلتباسات وأن تسارع للإستدراك وتضبط إيقاع الحراك المجتمعي نحو المقاومة من أجل تغيير الواقع عندما يكون رديئاً، وحين تفقد النخبة امتيازها الوحيد — وهو الوعي المشحون بالنزاهة — تتحول إلى عبء أخلاقي وتضاعف من إرباك الرأي العام، وتبعاً لذلك تتحول رداءة الواقع إلى استنقاع تترتب عليه خسائر آنية ومديونيات مستقبلية باهظة الكلفة |
ولا يكفي أن تقول النخبة المعارِضة أن الواقع رديء وتُصْدِر بشأنه الإحصاءات وبيانات الشجب والإستنكار، بينما الفعل ممنوعٌ من الصرف، فذلك لم يَعُد يعني عامة الناس كثيراً لأنهم يعيشون رداءة الواقع — أو يموتونها — كل يوم.
12