في المرحلة الثالثة التي بدأت في أعقاب سقوط القدس، برزت داخل المدن الصليبية أحياء يطغى عليها نمط عماري خاص، وهكذا وجد في الحي البندقي والحي الجنوي والحي البيزاوي، إلى جانب تأسيس مستوطنات صغيرة منذ منتصف وصل عددها حوالي المئة، كما شهدت المدن الصليبية تضخمًا في أعداد الكنائس نسبة إلى أعداد السكّان، حتى بلغ عدد كنائس عكا أربعين كنيسة وكنائس القدس ثلاثين وصور ستة عشر، وكان يغالى - حسب وصف قدماء المؤرخين - بزخرفتها والاعتناء بتزيينها، وإغداق صفات من الفخامة على كبرياتها، شيد الصليبيون أيضًا عددًا من القصور، ويتوفر اليوم وصف أحد مبعوثي إمبراطور إلى المملكة لأحد قصور عكا، يقول المبعوث أن القصر مبلّط بالرخام الناعم وجدرانه مزينة بفسيفساء مختلفة الألوان مُشرقتها وعلى جدرانه الخارجية زخرفات بديعة، في حين يحوي على نوافير تنفث رذاذ الماء لترطيب الجو، الأمر الذي يقوم به أيضًا الحدائق والجنائن المحيطة بالقصر، وقد قال المبعوث أنه شعر وكأنه يمشي على الماء من شدة نعومة الرخام وخلوه من أي شائبة |
يقع في محيط القدس عدة غابات ومناطق برية مثل وادي الغزال، تقع هذه المنطقة بوسط القدس بالقرب من حي "گفعات مردخاي" اليهودي، وهي أرض مكشوفة تبلغ مساحتها 260 دونمًا |