وعلينا أن نستسلم، وأن نقول: سمعنًا، وأطعنا، واتبعنا، وآمنا؛ فهذه وظيفتنا لا نتجاوز القرآن والحديث | الواجب نحو أسماء الله وصفاته :فالواجب: أن نؤمن بما وصف الله وسمى به نفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل |
---|---|
ويدخل في ذلك شرك منكري الرسالة للرسل، وشرك منكري القدر، وشرك التشريع والتحليل والتحريم من غير الله | عناية الأم بأولادها عبادة أضرب مثلاً منتزعاً من واقع الحياة: امرأة، أولادها عندهم مدارس، ولا بد أن تستيقظ مبكرةً لإيقاظهم، والعناية بهم، والتأكد من أنهم قد أخذوا دفاترهم، وواجباتهم، وما يحتاجونه إلى المدرسة، وتودعهم إلى الباب، هذا عملها الذي هو عبادة تقوم بها، فلو أن هذه المرأة تركت هذا العمل، وقامت الليل كله تصلي، وتبكي، وتتقرب إلى الله، فلما صار الفجر صلت ركعتين ثم أيقظت الأولاد، وقالت لهم : إلى المدارس أسرعوا، وأخذها التعب، أخذ منها كل مأخذ فخلدت إلى النوم وتركت أولادها دون عناية، لا أقول : إن الله لا يقبل عبادتها، هذا القبول من الله عز وجل، لكن أقول : إنها جانبت الصواب لأن الله عز وجل أمرها بأمر وهو رعاية الزوج والأولاد، ففي وقت الأولاد الوقت للأولاد، هذا كله بعد أداء الفرائض، نتحدث عن النوافل، فالنبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يقوم ليصلي الليل، قيام الليل هل هناك أعظم من هذا! وإما بدعوى التأثير في الكون من النجوم والهياكل، كالصابئة من قوم إبراهيم، أو الأولياء، أو التمائم والأحجبة |
فقه الأولويات هذا الفقه نحتاج إليه اليوم، فقه الأولويات، فقه أن نفهم، لا أتحدث عن فقه الأولويات بمعنى أننا نحن نرتب الأولويات، لا، الله تعالى هو الذي رتبها، والنبي صلى الله عليه وسلم هو الذي رتبها، نحن فقط نفهم ديننا بالشكل الصحيح، لا أتحدث عن فقه جديد، ولا عن تجديد، أتحدث فقط عن فهم الموجود عندنا، نحن ديننا هكذا يأمر، يأمر أن يكون عمل الليل لليل، وعمل النهار للنهار، وألا يشغلنا عمل الليل عن عمل النهار، ولا العكس، والأمثلة كثيرة جداً، وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ : ضعف الفهم مشكلة في النقاش في الدنيا قد أجلس مع إنسان مشرك شركاً أكبر أو أصغر، فأحاول أن أبين له أن الملك بيد الله عز وجل، لكن قد لا أستطيع، ليس لضعفٍ في المضمون الذي عندي، لكن لضعفٍ في فهمه، هو اتجه إلى الشركاء يقول لك: والله أنا أرى اليوم الأمر بيد أمريكا، الأمر بيدها هي تحرك العالم، وإذا تعمق أكثر يقول لك: الأمر بيد الصهيونية العالمية التي تدير أمريكا، فهو يفهم أن الأمر بيدها، أنا من وجهة نظر توحيدية أعلم أنهم وحوش بحبال محكمة بيد الله تعالى : الاختيار في الدنيا فقط فقد يناقشك الإنسان في ذلك، لكن يوم القيامة هل يبقى هناك مجال لنقاش في هذه القضية ؟ لا، ائت بهؤلاء الشركاء، دعهم يحكموا اليوم ويدخلوك النار أو الجنة، انتهى الأمر، الخيار توقف، لماذا نحن في الدنيا قد يظهر للبعض أن الملك أو الأمر بيد غير الله تعالى ؟ لماذا ؟ لأننا مخيرون، فأنت بإمكانك أن ترى ذلك وأن ترى غيره، لكن يوم القيامة التغى الاختيار، انتهى، الآن الحساب، فعند الحساب الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ بيده كل شيء جل جلاله : فالملك الذي لا يغيب عن أحد بأنه لله هو يوم القيامة، فهنا قال : وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ انظر إلى هذا النداء ثم إلى هذا العتاب المخزي أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ تَزْعُمُونَ أي تدعون، يزعم، والزعم مطية الكذب، زعموا، يزعمون ذلك، أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ في الدنيا، كنت ترى أن فلاناً شريك لله عز وجل سواءً ما يفعله عباد الأصنام لأنهم كانوا يدعون اللات والعزى شركاء لله عز وجل، أو ما يدعيه البعض أنهم يظنون أن هذه الجهة القوية أو أن هذه الدولة القوية هي تشارك الله تعالى في حكم الأرض : الشهيد من صلحاء القوم هذه المجموعة أمة، الإسلام أمة، أو أصغر من ذلك، أمة العرب أمة مثلاً، أمة اليهود أمة، أمة النصارى أمة، أو ضمن النصارى أمم وأمم، تجمعات، فهي أمم، مجموعات من البشر وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا من يشهد عليهم بما فعلوا، وقال البعض : الشهيد هنا هو شهيد الأعمال، أي شهيداً من أعمالهم، شهيداً إما من أنفسهم بشراً منهم عاش معهم، ويشهد عليهم، يكون من صلحائهم، كيف يكون شهيداً من أنفسهم؟ بكل عصر وبكل مصر، أي تجمع، سبحان الله! من المعروف ان هناك بعض الامور التي لا يمكن الاقتراب منها او التحدث بها لانه يؤثم عليها المسلم ويعاقب ايضاً من الله تعالى، وهناك مثال على الشرك في الربوبية.
30فقال : وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ شكر الليل والنهار بأداء العبادات والطاعات وكلٌّ في وقته، وأداء حقوق الناس، وأداء حقوق الله معاً كلٌّ في وقته، والليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما | ، كيف استوى؟ فأطرق برأسه وقال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعًا |
---|---|
وعليه لا يمكن أن يوصفوا بأهل السنة والجماعة؛ لأن الإضافة تقتضي النسبة، فأهل السنة منتسبون للسنة؛ لأنهم متمسكون بها، وهؤلاء ليسوا متمسكين بالسنة فيما ذهبوا إليه من التحريف | الله الواحد حينما يتفكر في هذا ، ويُمعن النظر فيه، فإنّه يُلاحظ وحدة نظام الكون ودقته، وذلك من أكبر الأجرام والكواكب إلى أصغر ذرةٍ فيه، ويُلاحظ الناظر التناسق المُحكم، والبديع الذي لا يَطاله خلل أو اضطراب أو فساد، وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ، وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ، لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ، فهو خلقٌ بديعٌ وعظيمٌ للكون، ومجراته، وكواكبه، ونجومه، وأقماره، حيث يسير في حركةٍ متناغمةٍ، وبكل دقة، وهي حركةٌ مُقدّرةٌ، حيث تترابط أجزاء ببعضها ترابطاً تاماً |
وقد أخطأ خطأ عظيماً من قال: إن معنى استوى على العرش استولى على العرش، لأن هذا تحريف للكلم عن مواضعه، ومخالف لما أجمع عليه الصحابة رضوان الله عليهم و التابعون لهم بإحسان، ومستلزم للوازم باطلة لا يمكن لمؤمن أن يتفوه بها بالنسبة لله عز وجل | هذا الشيء وخلاف ما هو عليه، جعل لك رجلين لو جعلهما رجلاً واحدة كيف تمشي؟ بالقفز! فدلت هذه الآية على أن جميع صفاته لا يماثله فيها أحد من المخلوقين؛ فهي وإن اشتركت في أصل المعنى، لكن تختلف في حقيقة الحال، فمن لم يثبت ما أثبته الله لنفسه؛ فهو معطل، وتعطيله هذا يشبه تعطيل فرعون، ومن أثبتها مع التشبيه صار مشابهًا للمشركين الذين عبدوا مع الله غيره، ومن أثبتها بدون مماثلة صار من الموحدين |
---|---|
توحيد الربوبية: هو الإيمان بالله بصفات الفعل كالخلاق والرزاق ومدبر الأمور ومصرفها ونحو ذلك، وأن مشيئته نافذة وقدرته كاملة، وهذا هو الذي أقر به المشركون، المشركون أقروا بأن الله خالقهم ورازقهم ومدبر أمورهم وأنه خالق السماوات وخالق الأرض، وهو توحيد الله بأفعاله، هذا توحيد الربوبية بأن تؤمن بأن الله هو الخلاق الرزاق مدبر الأمور مصرف الأشياء الذي خلق كل شيء ودبر الأمور وصرفها وخلق الأنهار والبحار والجبال والأشجار والسماء والأرض وغير ذلك، هذا توحيد الربوبية | وهو إفراد الله- عز وجل- بالعبادة |
إنّ كل هذا الإبداع، والخلق، والتقدير العظيم، يدل على أنّ المدبّر والمُهيمن على هذا الكون كلّه؛ هو خالقٌ واحدٌ، ولو تعدد المنظّم والمدبّر، لاختلفت، وتعددت، وتباينت نواميس الكون أجمع؛ ولذلك فالمدبّر، والمقدّر، والخالق، والمنظّم للكون وشؤونه، وجميع الخلق هو الله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي تفرّد بالربوبية خلقاً، وإيجاداً، وتدبيراً.
19