انتهى كلام النووي رحمه الله | الترجيح: القول الراجح في هذه المسألة هو أن يقول المُتوضِّئ: بسم الله ؛ لأن هذه الصيغة هي الصيغة الواردة في كثيرٍ مِن الأحاديث التي ورد فيها الأمر بالتسمية؛ كحديث التسمية عند الأكل، وحديث التسمية عند دخول المنزل وعند الخُروج منه، وحديث التسمية عند الجِماع، وغيرها من مواضع التسمية |
---|---|
وأسأل الله عز وجل أن يكون هذا البيانُ شافيًا كافيًا في توضيح المراد، وأسأله سبحانه أن يرزقنا التوفيق والصواب في القول والعمل، وما كان مِن صواب فمن الله تعالى، وما كان من خطأ أو زللٍ، فمنِّي ومن الشيطان، والله ورسوله بريئان والله الموفِّق، وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين | وللشيخ أبي إسحاق الحُويني رسالةٌ بعنوان: كشف المخبوء بثبوت حديث التسمية عند الوضوء ، ورجَّح فيها ثبوتَ أحاديث التسمية عند الوضوء |
قال : ومن قالها من النهار موقنا بها ، فمات من يومه قبل أن يمسي ، فهو من أهل الجنة ، ومن قالها من الليل وهو موقن بها ، فمات قبل أن يصبح ، فهو من أهل الجنة رواه البخاري.
5قلت: هذا - كما ترى - كل واحد من الأئمة، هؤلاء الكبار، يذكر حديثًا أو أثرًا لم يُبيِّن مُخرِجه ولا حاله من الصحة والضعف والآفة في ذلك من التقليد ؛ ا | الثاني: من سنن الوضوء غسل الكفين قبله ثلاثا ، وهذا قد جاء في حديث عثمان-رضى الله عنه- في صفة وضوء النبي-صلى الله عليه وسلم-أنه توضأ فدعا بماء فغسل يديه ثلاثا، غسل الكفين مستحب وليس واجبا، إنما يتأكد ذلك إذا قام من النوم، لقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: إذا قام أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا، لأنه لا يدرى أين باتت يده |
---|---|
القول الرابع: أكملُ التسميةِ أن يقول المُتوضِّئ: "بسم الله الرحمن الرحيم"، ويُجزئه أن يقول: "بسم الله"، وهذا مذهب الشافعية | الحالة الثانية: أن يذكر اسم الله قبل الفرائض، ولا يذكر اسم الله قبل السنن؛ مثال ذلك: أن يبتدئ فيغسل كفَّيْه، ثم يمضمض ويستنشق، ويكون لا يرى فرضية المضمضة والاستنشاق، ثم يقول: "بسم الله"، ويغسل وجهه، وهذه الحالة مُعتبرة عند مَن يقول بوجوب التسمية؛ لأنها واجبةٌ قبل الفرائض لا قبل المُستحبَّات، فلو نسِيها قبل بداية الوضوء وذكرها أثناء الوضوء، فإنه يُجزيه أن يكون ذلك قبل الواجبات |
قال: قائلا ما ورد :هذا العاشر من سنن الوضوء، قائلا ما ورد، وقد روى في أذكار الوضوء حديث كثيره لكن كما قال بن القيم لا يثبت منها إلا حديث عمر السابق: ما منكم أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها يشاء ، هذا الحديث أخرجه مسلم في صحيحه، فالذكر إذا الوارد المحفوظ بعد الوضوء: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله ، وأيضا مما روى في ذلك زيادة اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ، وهذه الزيادة عند الترمذي، ولكنا ضعيفة لا تثبت، وعلى هذا فلا يشرع الاتيان بها، وطالب العلم ينبغي أن يحرص على ما ثبت، وما ثبت فيه غنى عما لم يثبت، إذا لا يشرع زيادة اللهم اجعلنى من التوابين واجعلني من المتطهرين.
11