الدَّليلُ مِنَ السُّنَّة: عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لا ينفرنَّ أحدٌ حتى يكون آخِرُ عهدِه بالبيتِ رواه مسلم 1327 | ويبتدئ المُحرِم الطواف بجعل الكعبة على يساره، ابتداءً بالحجر الأسود وانتهاءً به في كلّ شوط، ويكون الطواف خارج حِجر إسماعيل؛ لأنّ الحِجر يُعدُّ جزءاً من الكعبة، ويكون الطواف حول الكعبة، وعند وصوله إلى الركن اليماني يستلمه بيده، ولا يقبّله، ولا يكبّر عنده، وإذا لم يستطع استلامه فلا حرج، ولا تُسنّ الإشارة إليه، ويُكمل طوافه، ويفعل كفِعل -صلى الله عليه وسلّم- فيما رواه عبد الله بن السائب، إذ قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ بين الرُّكنِ اليَماني والحَجرِ الأسوَدِ "ربَّنا آتِنا في الدُّنيا حسنةً وفي الآخرةٍ حسنةً وقِنا عذابَ النَّارِ" ، وليس للطواف دعاء خاص به، بل يدعو بما شاء من ، مع مراعاة الآداب الشرعية في الطواف؛ بعدم المزاحمة، أو النظر إلى المُحرَّمات، وغيرها من الآداب، وبعد الانتهاء من الأشواط السبعة يُغطّي كتفه، ويُسَنّ له أن يُصلّي ركعتَين عند مقام إبراهيم؛ يقرأ في الأولى سورة الكافرون ، وفي الثانية سورة الإخلاص ، ويُصلّيهما في أيّ وقت شاء |
---|---|
تعريف الطواف وأنواعه الطواف هو من أحد أعمال الحج ويعرّف الطواف لغةً بأنه: السير، أما الطواف اصطلاحًا فهو: السير والدوران حول ، وللطواف أنواع منها ما هو ركن ومنها ما هو واجب أو سنة ولكل نوع من أنواع الطواف حكم ووقت معين، وسيتم الحديث في الفقرة اللاحقة عن حكم طواف القدوم للمفرد، ومن أنواع الطواف طواف الإفاضة وطواف الوداع وتعريف وحكم هذين الطوافين كما يأتي: طواف الإفاضة سُمّي طواف الإفاضة بهذا الاسم لأنه يُؤدى عند إفاضة الحاج من منى إلى مكة، أي بعد الوقوف بعرفة، ووقته يوم عيد الأضحى أو بعده، وهو ركن من ومن أسماء طواف الإفاضة الأخرى "طواف الركن وطواف الفرض"، وهو من مناسك الحج المتفق على حكمها فهو ركن في جميع أنواع الحج، ويُطلق عليه أيضًا "طواف الزيارة" لأن الحاج يأتي من منى فيزور البيت الحرام |
من شروط طواف الوداع أن يكون آخر عهد الحاجّ بالبيت الحرام، أمّا من طاف طواف الوداع ثمّ تأخر في مغادرته لمكة، ولم يخرج منها؛ فللعلماء في حاله تفصيل: إن كان تأخّره لحاجةٍ كأن تقام الصلاة فيصلي، أو لعذرٍ لها علاقةٌ بتجهيز نفسه للسفر، كترتيب أمتعته وشدّ رحاله، أوانتظارٍ للركوبة، أو تحضير مؤونة السّفر والزاد؛ فهذا لا بأس عليه في التأخير، حتى لو طال زمن تأخره.
طواف الوداع كم شوط 7 أشواط، ويجوز الجمع بين طواف الإفاضة وطواف والوداع، ويؤديه كما ذكرنا من قبل، وبعد الانتهاء من طواف الوداع، يستحب للحاج أن يأتي إلى الملتَزَم، وهو من الكعبة المشرَّفة ما بين الحجر الأسود وباب الكعبة، ويضع صدره ووجهه وذراعيه وكفيه عليه، ثم يقول: «اللَّهُمَّ البَيْتُ بَيْتُك، وَالعَبْدُ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبدِكَ وابْنُ أمَتِكَ، حَمَلْتَنِي علىٰ ما سَخَّرْتَ لي مِنْ خَلْقِكَ، حتَّىٰ سَيَّرْتَني فِي بِلادِكَ، وَبَلَّغْتَنِي بِنِعْمَتِكَ حتَّىٰ أعَنْتَنِي علىٰ قَضَاءِ مَناسِكِكَ، فإنْ كُنْتَ رَضِيتَ عَنِّي فازْدَدْ عني رِضًا، وَإِلاَّ فَمِنَ الآنَ قَبْلَ أنْ يَنأىٰ عَنْ بَيْتِكَ دَارِي، هَذَا أوَانُ انْصِرَافي، إنْ أذِنْتَ لي غَيْرَ مُسْتَبْدِلٍ بِكَ وَلا بِبَيْتِكَ، وَلا رَاغِبٍ عَنْكَ وَلا عَنْ بَيْتِكَ، اللَّهُمَّ فأصْحِبْنِي العافِيَةَ في بَدَنِي، وَالعِصْمَةَ في دِينِي، وأحْسِنْ مُنْقَلَبِي، وَارْزُقْنِي طاعَتَكَ ما أبْقَيْتَنِي، واجْمَعْ لي خَيْرَي الآخِرةِ والدُّنْيا، إنَّكَ علىٰ كُلّ شَيْءٍ قدِيرٌ» قال ابن علاّن: أخرجه البيهقي بسنده إلىٰ الشافعي | الأدلَّة مِنَ السُّنَّة: 1- عن ابنِ عبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: أُمِرَ النَّاسُ أن يكونَ آخِرُ عَهْدِهم بالبيتِ، إلَّا أنَّه خُفِّفَ عن الحائِضِ رواه البخاري 1755 واللفظ له، ومسلم 1328 |
---|---|
You can also visit g | طواف الوداع لمن يزور المسجد النبوي ثم يعود إلى مكة للسفر اختلف الفقهاء في حكم إعادة لمن يزور المسجد النبوي ثم يعود إلى مكة للسفر، ورجح كثير من العلماء عدم وجوب إعادة الطواف في هذه المسألة، لكن لو طاف أفضل خروجًا من الخلاف |
وقت طواف الوداع قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت طواف الوداع»، فمن خلال هذا الحديث يكون بعد انتهاء الحاج من مناسك الحج، فالحاج عليه أن يودع البيت بسبعة أشواط، يطوف بالبيت سبعة من دون سعي، ويصلي ركعتين ثم ينصرف إلى أهله؛ لأن الرسول -صلى الل هعليه وسلم- فعل ذلك لما فرغ من حجه، دخل مكة آخر الليل وطاف طواف الوداع ثم صلى الفجر في اليوم الرابع عشر ثم توجه المدينة بعد الصلاة عليه الصلاة والسلام، وقال عليه الصلاة والسلام: «خذوا عني مناسككم».
2وأما العمرة فليس فيها وداع واجب، ولكن مستحب | الأدلَّة مِنَ السُّنَّة: 1- عَنِ ابنِ عبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: أُمِرَ النَّاسُ أن يكون آخرُ عهدِهم بالبيتِ إلَّا أنَّه خُفِّفَ عن الحائِضِ رواه البخاري 1755 واللفظ له، ومسلم 1328 |
---|---|
حكم الشك في عدد أشواط طواف الوداع الشك في عدد أشواط الطواف إما أن يكون قبل الفراغ من الطواف أو بعد الفراغ منه، أولًا: الشك في عدد أشواط قبل الفراغ منه: لو شك الطائف في عدد أشواط السعي وهو في أثناء السعي بنى على اليقين؛ وهو الأقل عند جمهور الفقهاء، وهذا ما عليه الفتوى، فلو شك أنه في الشوط الخامس أو الرابع يبني على الأقل هو الرابع ويكمل بقية أشواط الطواف | للمعتَمِرِ ليس بواجبٍ قال ابن بطال: لا خلاف بين العلماءِ أنَّ المعتَمِر إذا طاف وخرج إلى بلدِه أنَّه يُجزِئُه من طوافِ الوداعِ، كما فعلت عائشةُ، وأمَّا إن أقام بمكَّة بعد عُمْرَتِه ثم بدا له أن يخرُجَ منها، فيستحبُّونَ له طوافَ الوداعِ |
القول الثاني: أن سنة، وهو قول الإمام مالك، وداود، وابن المنذر، وأحد قولي الشافعي، وهو ما عليه الفتوى بدار الإفتاء المصرية؛ تيسيرًا على الحجاج ورفعًا للحرج عنهم.
9