مدرسة تعليم القيادة حفر الباطن. التصوف في فكر الإمام الخميني والشهيد الصدر

لا ينبغي لنا أن نشك في العوامل الداعية إلى هذه الآثار النفسانية كما تتم لبعض الأفراد مؤقتاً وفي أحايين يسيرة ربما تتم لبعض آخر ثابتة مستمرة أو تمكث مكثاً معتداً به، فكثيراً ما نجد أشخاصاً متزهدين عن الدنيا ولذائذها المادية ومشتهياتها الفانية لا همّ لهم إلا ترويض النفس والاشتغال بسلوك طريق الباطن لذا فليس غريباً أن نجد أن خطاب الإمام الخميني السياسي أو العلمي على السواء يحتوي ويتضمن ثنائية ومزدوج لا يغيب ألبتة وهو ثنائية ومزدوج الله — الإنسان كل ذلك ليخرج الإمام الخميني بعملية مزجية بين الثورة والتصوف ۔الأمر الذي ينطبق تماماً على أبعاد كثيرة من مشروع جمال الدين الأفغاني۔ فقد كان يصرّح بأن حركته السياسية هي مجرد طقس عبادي يريد به رضا الله ووفاقاً مع الخطاب الديني والعرفاني جعل الإمام الخميني أولى مراتب الثورة السياسية هي الثورة الداخلية في النفس البشرية للفرد، بعدها تأتي الحركة والثورة الكبيرة والتي يكون رائدها المجتمع لا الفرد
ومن جهة أخرى كثرة الفتن الطائفية والسياسية، الأمر الذي جعل الاعتزال هو محل السلامة والأمن من الفتن دار الجيل، بيروت؛ المنهج الجديد في تعليم الفلسفة، مصباح اليزدي، ترجمة الخاقاني، ج1؛ وانظر: مقدمة التحقيق لأبي العلاء عفيفي على كتاب فصوص الحكم و فلسفتنا ، محمد باقر الصدر وأيضاً قصة الفلسفة اليونانية ، ص 69، زكي نجيب محمود و تاريخ الفلسفة العربية، جميل صليبا، ص163، ط

شاهد .. تدشين أول مدرسة نسائية لتعليم القيادة بحفر الباطن

لكن ما هو الأصل في التصوف الإسلامي؟ فهو بحث كان ولا يزال مثاراً لجدل لا ينتهي عند حد، فـ طه حسين مثلاً يقول: إن التصوف في الأصل مذهب هندي، بينما يذهب آخرون ۔وأغلبهم من القدماء۔ إلى نفي ذلك في حين أن أمثال عبدالرحمن بدوي يرون أن التصوف نشأ إسلامياً خالصاً ولكنه في تطوره تأثر بعوامل خارجية وتحقيق هذه المسألة لا يستوعبه بحثنا هذا، لذا نرجئه إلى محل آخر.

15
مدارس تعليم القيادة في حفر الباطن
موعد اللقاء، ص91، وهي مجموعة رسائل الإمام الخميني إلى ولده أحمد
افتتاح مدرسة تعليم القيادة للنساء في حفر الباطن.. قريبًا
وفي الواقع فإن تبنّي هذا النوع من المُثل إنما هو بفعل الإلفة والعادة والخمول والضياع وأيضاً جراء التسلط الفرعوني والفرداني على جماعة ما
افتتاح مدرسة تعليم القيادة للنساء في حفر الباطن.. قريبًا
ولقد تضاربت الأقوال في بيان سبب تسميتهم بالصوفية يقول نيكلن: إن كلمة التصوف مشتقة من الصوف والصوفي هو الذي يرتدي غليظ الصوف
اللمع، الطوسي وأيضاً إيقاظ النائمين، ملاصدرا الشيرازي، ورغم الهياج المتصاعد لعقلانية ابن خلدون في أوساط الانتلجانسيا فإننا وبالرغم من ذلك نحيل إلى دفاع ابن خلدون عن التصوف والكشف والمعجزة في المقدمة، ص21، ط وإذا لطف نظره وتعمق فائضاً فيما يجده في مشاهدته هذه وجده شيئاً على خلاف ما يجده من الأمور الجسمانية القابلة للتغير والانقسام والاقتران بالمكان والزمان، ووجده غير هذا البدن المادي المحكوم بأحكام المادة بأعضائه وأجزائه، فإنه ربما نسي أي عضو من أعضائه أو غفل عن جميع بدنه وهو لا ينسى نفسه ولا يغفل عنها، دع عنك ما ربما تقوله: نسيت نفسي، غفلت عن نفسي، ذهلت عن نفسي، فهذه مجازات عن عنايات نفسانية مختلفة
مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني للشؤون الدولية

اوقات دوام دلة لتعليم القيادة

وبهذا التوظيف وهذه الإعادة الرؤيوية للخطاب العرفاني قام الإمام الخميني بعملية إحياء للفكر الديني عموماً والفكر العرفاني خصوصاً، فقد قدّم طرحاً آخر للدين يضاد مقولة كونه أفيون الشعوب لكن موافقاً على كونه خلاص المستضعفين داعياً بصورة واضحة إلى الإسلام ۔في الوقت الذي كان يعدّ الدين حين ذاك أمر رجعي متخلف۔ معطياً تعريفاً آخر لهذا الدين، حيث كان الإسلام حسب رؤيته هو دين المجاهدين الساعين للحق والعدالة، دين أولئك الذين ينشرون الحرية والاستقلال، إنه عقيدة المناضلين والمعادين للاستعمار.

2
Ministry Of Interior
كل ما تريد معرفته عن مدرسة دلة لتعليم القيادة للنساء
واللطيف في المنهجية السياسية التي مارسها الإمام خلال مدة قيادته للدولة الإسلامية في إيران أنه كان لا يترك الفرصة تمرّ دون أن يستشير ضد أية ممارسة خاطئة أو مستبدة يمكن لأحد أفراد الجهاز الحاكم في الدولة أن يرتكبها، في الوقت الذي كان هو على رأس هذا الجهاز ويمتلك أعلى سلطة شرعية ورسمية في إدارة شؤون الدولة
كل ما تريد معرفته عن مدرسة دلة لتعليم القيادة للنساء
وما ذلك إلا جرّاء الفهم الأعرج للتعلم والدراسة لأننا ندرس العلم للعمل ولا ندرس العلم لكي نجمّده في رؤوسنا في حين أننا نشغف التجريدات والتفريعات إلى ما لا نهاية بغض النظر عن تحصيل ثمرة من ذلك وعن بعدها وانعكاساتها على حركتنا وعلى الواقع، وكأننا خليّون من الهموم والمسؤولية، فليست أرضنا محتلة ولا نفطنا منهوباً ولا هويتنا مضاعة