سلسلة صفات عباد الرحمن تدبر آيات الله والتأثر به ا الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم | فالضروري: ما تتوقف عليه حياة الناس كالطعام والشراب |
---|---|
وعنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي وَفِي صَدْرِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ الرَّحَى، من الْبُكَاءِ | وما أعظم الدلائل البينة على قدرته وكماله وعلوه وقهره تبارك وتعالى! قال فيها بعضهم: '' لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من السعادة لجالدونا عليها بالسيوف'' '' نعيم لا يعلمه الكثير، وأهل الدنيا مساكين! إنه يحق لكم أن تعتزوا، ويحق لكم أن تفرحوا وأن تستبشروا وأنتم تحيون سنة قد أميتت |
غاية ما عند أحدهم أن يلعب ورقة، أو أن يسكر -والعياذ بالله- فيطير عقله، أو يتفرج فيما يسمى العبث والسخافة والفسق والفجور أو الغناء والطرب، فهذه هي الليلة المفضلة عندهم؛ فسبحان الله أي: شيء وأي نعيم وأي راحة في تلك الأعمال؟! سؤال الله الإمامة في الدين بعد ذلك يقولون: وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا الفرقان:74 فانظروا إخواني إلى الطموح، إنه طموح عظيم، فهم لا يريدون فقط أن يكونوا متقين، بل ولا يريدون أن يكونوا تبعاً للمتقين، وإنما يريدون أن يكونوا أئمة وهداة للناس إلى تقوى الله عز وجل، وهذا هو الطموح الذي يجب أن يتنافس فيه الناس، فالناس عليهم أن يتنافسوا في مثل هذه الأمور، كما قال تعالى: وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ المطففين:26 فهم يريدون أن يكونوا هم قادة الفكر ودعاة الحق في هذا العالم، ويُقتدى بهم في تقواهم وطاعتهم لله عز وجل، أما أن يكونوا تبعاً فهذا طيب، لكن خير لهم أن يكونوا أئمة يُقتدى بهم، كما قال صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة وليس معنى ذلك أنهم يريدون السلطة والكبرياء في الأرض، فهناك فرق بين من يريد أن يكون إماماً في تقوى الله عز وجل وبين من يريد أن يكون صاحب سلطة، فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبحث الإنسان عن السلطة، اللهم إلا إذا كانت لمصلحة هذا الدين، وقد قال عليه الصلاة والسلام لـعبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه: يا عبد الرحمن بن سمرة! فالإسلام بنى حقيقة التوحيد على الصلة بالله تبارك وتعالى فيما ينوب ويروع واليأس من الناس فيما لا يملكون فيه على الله بتا، ولا يقدمون نفعا ولا ضرا : أم من هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن إن الكافرون إلا في غرور ، أم من هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه بل لجوا في عتو ونفور الملك 21،20.
11وكأنك ترى مجموعة هائلة لا نهاية لها كلهم شِيبة إلى مالا نهاية؛ لكن أنت شباب والحمد لله ولكنها لحظات كالحلم، فتمر أيام معدودة، وإذا بك نفس الشيء، وإلى نفس الحالة | قال بعض السلف إن الناس يطلبون العزة في أبواب الملوك ولا يجدونها إلا في طاعة الله التذلل والانكسارلله عزة : فتذلل العباد لربهم هي ذلة لمن له الخلق والأمر والغنى والملك ، وكل العباد رهن مشيئته وطوع أمره ، فالعزة الحقيقية ألاَّ تكون مغلوباً ولا مقهوراً لعبد مثلك ، فمهما بلغ الإنسانُ في الدنيا من القوة والجبروت لا بُدَّ أنْ يُغلب، ولا بُدَّ أنْ يقهره الموت، فإنْ كنتَ مغرماً بعزة لا تزول، فهي في جنب الله |
---|---|
أيها الإخوة: كما أننا نحتفي بالعلماء، فينبغي أن نسعى جاهدين من أجل أن نخرج علماء، ودعاة، وأنتم والحمد لله خرجتم، وهاأنتم تدفعون ضريبة الإسلام، وهاأنتم تزكون إسلامكم، وهذا هو ابن من أبنائكم، وولد من أولادكم، أصبح بُعبعاً في كل أرض ينزل فيها، وكلماته دوّت وسمعها القريب والبعيد، وما بينكم وبينه إلا بضع كيلو مترات، فالجدير أيضاً أن تواصلوا الجهود، والحمد لله، نسمع أن هناك كواكباً من طلبة العلم، هم في هذا الطريق، قد اجتهدوا وجدوا، ولكن نريد الزيادة، فهذه أرض خصبة لا نقنع بواحد أو باثنين أو بثلاثة أو بأربعة أو بخمسة، بل نريد عشرات، بل مئات، فعلى الأولياء أن يجندوا أولادهم للذود عن هذا الدين العظيم، وأن يحيوا ما كان عليه أسلافهم، فعليهم أن يشجعوا أولادهم على طلب العلم الشرعي، بدءاً بحفظ القرآن الكريم، وتثنيةً بحفظ سنة النبي الكريم، وهكذا، وهذا هو المظنون وهو المنتظر في قرية أو إقليم أو في أرض، أو مدينة لها مالها في دين الإسلام | وأنا أقول يا معاشر زهران: لقد أسلمتم على ما أسلفتم من خير، ولقد قدَّمت هذه القبيلة، لا أقول عشرات من رجال الحديث بل ولا أقول مئات، بل بالآلاف، فقد قدمت هذا القبيلة رجالاً لحديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولست بصدد بيان الرجال الذين ضحوا بمهجهم وأرواحهم وأنفسهم حتى قدموا لهذه الأمة هذا المعين الصافي من ميراث نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ |
قال بعض السلف من أراد عزا بلا سلطان وكثرة بلا عشيرة وغنى بلا مال فلينتقل من ذل المعصية إلى عز الطاعة ولنتأمل هذا الذي يعبد فأرا ويذل نفسه له ، وذاك الذي يعبد بقرة أو ثعبانا أو حجرا بل وصل الأمر في الهند إلى عبادة فرج المرأة ، بل وأنواع شتى من الحشرات الشرك أذل الإنسان وانحط به وصدق الله العظيم إذ يقول ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكان سحيق الحج 31 فجاء الإسلام ليحررنا من العبودية لغير الله تبارك وتعالى، فالحمد لله على نعمة التوحيد لله ، نسأل الله أن يديمها علينا وأن يميتنا عليها وأن يحشرنا في زمرة أهلها …آمين.
قيل: كيف العمل به؟ قال: ليحلوا حلاله، ويحرموا حرامه، ويأتمروا بأوامره، وينتهوا عن نواهيه، ويقفوا عند عجائبه | اجتناب قتل النفس إنّ من أعظم الذّنوب بعد الإشراك بالله -تعالى- هو قتل النّفس البشرية بغير حقّ، وهذا ما لا يفعله مؤمن حقيقي ولا يتّصف به عباد الرّحمن، قال الله -تعالى-: وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ، ووجه الحقّ هنا يراد به القصاص، فلا مُسوّغ للقتل في الشّريعة الإسلامية إلّا القصاص |
---|---|
التوحيد المأمور به : إنه توحيد اعتقادي علمي ، وتوحيد عملي سلوكي | والصفة التي جعلت الكفار يكفرون بالرحمن ويزيدهم نفوراً، وجعلتهم يتمردون على أوامر الله، ويستكبرون عن طاعة الله؛ فلا يقبلون قول الله ولا قول رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -والعصاة لهم تبع في ذلك- هي: صفة الكبر -والعياذ بالله- فالمتكبر يستكبر على الله، ويستكبر على الإيمان، والحق، والدين، فهو يستكبر بسلطانه، ويستكبر بماله وأولاده وبمقامه عند الناس، ويفتخر بآبائه وأجداده |